أعرب مسؤول رفيع المستوى في "المصرف المركزي العراقي" عن ثقته الأكيدة ان العملة العراقية الجديدة التي طرحت للتداول ستسهم في تطوير نظام المدفوعات وتساعد في تفعيل الحركة التجارية في السوق العراقية التي كانت تعاني من أسعار صرف عملة النظام السابق المتدنية امام العملات الأجنبية. واكد المدير العام ل"مركز الإحصاء والأبحاث" في المصرف المركزي الدكتور مظهر محمد صالح ل"الحياة" ان العملة العراقية الجديدة مغطاة طبقاً لنصوص القانون المعتمد، مشيراً الى ان ما يتوفر للعراق من أرصدة بالعملة الأجنبية من خلال مؤتمر المانحين سيمكن النظام النقدي العراقي الجديد من العمل في بيئة تضمن الاستقرار للدينار الجديد. وقال ان نظام الصرف الذي كان سائداً في العراق لا يشترط في آلياته توافر غطاء للعملة، وأضاف ان انعدام هذا الغطاء تسبب في تدهور سعر صرفها بخلاف العملة الجديدة المغطاة بنسبة لا تقل عن 50 في المئة من العملة الأجنبية والنسبة المتبقية مغطية بسندات او حوالات من خزينة العراق. وأشار إلى ان الوضع الجديد سيمكن من تحقيق تداول العملة على الصعيد الإقليمي وربما الدولي ولو بشكل محدود يغلب عليه طابع تنظيمي متعدد الأنشطة في مجالات سياحية وتجارية. واوضح ان العملة لكي تصبح عملة دولية فلا بد من أحكامها بعاملين وفرتها وقوتها. واكد صالح ان مزاد العملة الذي بدأ باعتماده "المصرف المركزي" أخيراً يعد وسيلة لإنشاء سوق منظمة للعملة الأجنبية تخفف من أجواء المضاربة وتساعد على استقرار سعر صرف الدينار العراقي الجديد، مضيفاً ان هذا المزاد يعتبر أداة فعالة للسياسة النقدية السعرية تسهم في توفير العملة الأجنبية لإسناد الدينار العراقي الجديد وتوفير فرص نجاحه بين العملات الأجنبية الأخرى المتداولة في السوق العراقية وفي مقدمها الدولار الأميركي. وتوقع صالح زيادة القوة الشرائية للعائلة العراقية، خصوصاً ذوي الدخل المحدود حيث جرى سابع مزاد للعملة يوم السبت في "المصرف المركزي العراقي" بمشاركة سبعة مصارف عراقية، مما أدى إلى انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي الواحد أمام الدينار العراقي الجديد بنحو 20 نقطة، مشيراً إلى ان تداول العملة الجديدة ساعد على تحسن سعر صرف الدينار مقابل الدولار. ويتراوح سعر الدولار حالياً بين 1800 و1890 ديناراً في السوق العراقية. وطمأن مسؤول "المصرف المركزي العراقي" المواطنين العراقيين والمستثمرين العرب والأجانب ان الدينار العراقي الجديد دينار قوي وواعد، مؤكداً انه لن يتعرض لأية اهتزازات او صدامات كتلك التي كانت تتعرض لها عملات النظام السابق. من جانبه اكد المستشار المالي حيدر الارزي ممثل سلطة التحالف المدنية في "مصرف الرافدين" ان العملة العراقية الجديدة مغطاة بغطاء نقدي من العملات الأجنبية ومعترف بها. وقال: "بإمكان أي مصرف في الخارج فتح حسابات بها". واوضح الارزي ان سعر صرف الدينار يعتمد على الحالة الاقتصادية للبلد اكثر من اعتماده على نوعية العملة. وتوقع انخفاضاً في سعر صرف الدولار خلال الفترة المقبلة خصوصاً في أعقاب الاعتماد على نظام المزادات في عرض العملة الذي سيحقق استقراراً في سعر صرف الدينار الجديد.