عاد التوتر بين واشنطنوطهران بسبب البرنامج النووي الايراني، اذ اتهم وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون التسلح جون بولتون الجمهورية الاسلامية امس، ب"مواصلة جهودها لامتلاك اسلحة نووية، متجاهلة تعهدات قطعتها على نفسها في تشرين الاول اكتوبر الماضي، بوقف نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم". راجع ص 8 وشكل هذا التطور تهديداً للتفاهم الايراني - الاوروبي الذي افضى اواخر العام الماضي الى صيغة حل تقضي بتعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طلب الاخيرة تفتيش المنشآت النووية الايرانية تفتيشاً اكثر صرامة. وأكد ديبلوماسيون في فيينا امس، ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" عن عثور مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على تصاميم متطورة لاجهزة طرد مركزي، لم تعلن عنها طهران من قبل، على رغم تأكيدها انها كشفت للوكالة كل المعلومات المتعلقة ببرنامجها النووي. وفي المقابل، نفى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الموجود في روما امتلاك بلاده "اي خطة لتطوير اسلحة نووية"، مجدداً عزمها على التعاون مع الوكالة. وربطت مصادر ديبلوماسية في إسلام آباد تحدثت الى "الحياة" اكتشاف تصاميم اجهزة الطرد، بالتعاون الباكستاني مع الاميركيين. وجاء ذلك في وقت أيد المدير العام للوكالة محمد البرادعي المبادرة التي اعلنها الرئيس جورج بوش لتعزيز مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل. وحذر من ان العالم يتجه الى الدمار النووي بسبب انتشار تلك الاسلحة. وشدد مراقبون على جزء من المبادرة الاميركية يستهدف ايران، اذ دعا بوش الى حظر تصدير مكونات نووية الى دول لا تملك برنامجاً مكتملاً لتوليد الطاقة، ولا تفي بالتزاماتها حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت "فايننشال تايمز" عن مصدر ديبلوماسي ان اكتشاف التصاميم تلك في ايران "لا يشكل امراً جديداً بالنسبة الى قدراتها النووية"، مشيراً الى انه يفترض ان تعثر الوكالة على خطط تسلح كي تشكو طهران الى مجلس الامن، لأن الاخيرة اكدت على الدوام ان برنامجها النووي مدني وليس عسكرياً. الى ذلك، قال ممثل كوريا الشمالية يانغ شون سيك في مؤتمر نزع السلاح العالمي أمس، أن الدول ذات الأسلحة النووية تعتمد على ما تملك من سلاح اليوم أكثر مما كانت تفعل في أي يوم مضى، على رغم انتهاء الحرب الباردة. ولفت إلى أن "التعويل على السلاح النووي يشهد ازدياداً لا تراجعاً"، ملمحاً إلى أن سياسات الولاياتالمتحدة هي السبب في ذلك. وأضاف: "إن ظهور توجه جديد من الهجوم النووي الاستباقي على الدول ذات السيادة والمحاولات الأحادية الجانب لتطوير أسلحة نووية أصغر حجماً، تجعل عملية نزع السلاح عموماً ونزع السلاح النووي خصوصاً في غاية التعقيد".