تشارك المملكة دول العالم للاحتفاء باليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام؛ بهدف توعية المجتمع بأهمية تنمية مهارات وسلوكيات الأطفال، وإعدادهم لبناء شخصية أكثر تفاعلاً واستدامةً مع تطورات المستقبل، ومع الاهتمام بالأوضاع الاقتصادية والصحية والمعيشية للأطفال في أنحاء العالم. ويوم الطفل العالمي مناسبة عالمية يُحتفل بها في كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاهيتهم، ويتيح للجميع الدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل لهم. وتبذل المملكة جهوداً كبيرة ومتميزة للاحتفال باليوم العالمي للطفل، تأكيداً على التزامها بحماية حقوقه وتعزيز رفاهيته، وتشمل هذه الجهود مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات المجتمعية، وتتمحور حول تعزيز الوعي بحقوق الأطفال وتقديم المبادرات التي تحقق لهم بيئة آمنة وتنمية شاملة. اكتساب معرفة وعرفت هيئة حقوق الإنسان بالمملكة بحقوق الطفل، حيث ذكرت أن المملكة منذ تأسيسها تقوم على توفير الرعاية الاجتماعية لمواطنيها كافة على قدم المساواة وفي مقدمتهم الطفل، وقد نص النظام الأساسي للحكم على تعزيز هذا الحق وحمايته، حيث جاء في المادة العاشرة منه على أن: "تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم"، وكفل النظام لجميع الأفراد الرعاية والحماية الشاملة، وراعى بالأخص حقوق الطفل، حيث اعترف بوجوب تقديم الرعاية الصحية المجانية التي تشتمل على ضرورة تمكين الأطفال من الحصول على اللقاحات الإلزامية بالمجان وحقهم في الصحة، وكذلك توفير الدراسة المجانية لجميع المراحل الدراسية والجامعية، وتوظيف المقررات الدراسية لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية التي تتلاءم مع نمو الطفل وتشجعه على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة، وعلاوة على ذلك، تصرف المملكة مكافآت لمن يلتحق بالتعليم الجامعي. مجموعة حقوق وعن مفهوم حقوق الطفل ذكرت هيئة حقوق الإنسان بالمملكة أنها مجموعة من حقوق الإنسان التي وضعت خصيصاً لجميع من لم يتجاوز سن الثامنة عشرة مراعاة لطبيعتهم وضعفهم، وبشكل عام فإن الأطفال يتمتعون بحقوق خاصة بهم -بالإضافة إلى حقوق الإنسان الأساسية-، آخذة في عين الاعتبار احتياجات الطفل الخاصة التي تتناسب مع عمره، وضعفه، وأهمية تطويره ودعمه، وجاءت أنواع حقوق الطفل في المملكة متعددة، ومن أبرزها حق الحياة، وحق الحصول على اسم وجنسية -حق الهوية-، وحق التربية والتعليم، وحق الغذاء، وحق الصحة، وحق الحرية، وحق الحماية، وتشمل الأخيرة حمايته من الإيذاء الجسدي، والنفسي، والجنسي، بل وحتى الإهمال. أنظمة وتدابير وذكرت هيئة حقوق الإنسان بالمملكة أبرز أنظمة حماية الطفل، حيث اعتنت المملكة بالأنظمة والتدابير التي تحمي حقوق الطفل ومن أبرزها؛ نظام حماية الطفل، نظام الأحداث، نظام الحماية من الإيذاء، نظام مكافحة جريمة التحرش، نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، بالإضافة إلى العديد من التدابير واللوائح والمؤسسات والبرامج التي تهدف إلى حماية حقوق الطفل وتعزيزها، ونظام حماية الطفل، يعنى بحماية كل شخص لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، ومواجهة الإيذاء -بكافة صوره- والإهمال الذي قد يتعرض لهما الطفل في البيئة المحيطة به، إذ يؤكد النظام على حقوق الطفل التي قررتها الشريعة الإسلامية وقررتها الأنظمة والاتفاقيات الدولية التي أصبحت المملكة طرفاً فيها، وأهداف النظام التأكيد على ما قررته الشريعة الإسلامية، والأنظمة والاتفاقيات الدولية التي تكون المملكة طرفًا فيها والتي تحفظ حقوق الطفل وتحميه من كل أشكال الإيذاء والإهمال. إساءة ومحظورات ويحظر إيذاء الطفل في أي شكل من أشكال الإساءة أو استغلاله أو التهديد بذلك، وتعني الإساءة الجسدية تعرض الطفل لضرر أو إيذاء جسدي، أمّا الإساءة النفسية فهي تعرض الطفل لسوء التعامل الذي قد يسبب له أضرارًا نفسية أو صحية، والإساءة الجنسية تعرض الطفل لأي نوعٍ من الاعتداء أو الأذى أو الاستغلال الجنسي، أمّا الإهمال فهو عدم توفير حاجات الطفل الأساسية أو التقصير في ذلك، وتشمل الحاجات الجسدية، والصحية، والعاطفية، والنفسية، والتربوية، والتعليمية، والفكرية، والاجتماعية، والثقافية، والأمنية، وفيما يتعلق بالمحظورات المتصلة بحماية الطفل فهي حظر تشغيله قبل بلوغه سن الخامسة عشرة، وحظر تكليفه بأعمال قد تضر بسلامته أو بصحته البدنية أو النفسية، وحظر استخدامه في الأعمال العسكرية أو النزاعات المسلحة، وحظر استغلاله جنسيًّا، أو تعريضه لأشكال الاستغلال الجنسي، أو المتاجرة به في الإجرام أو التسول، إلى جانب حظر استخدامه في أماكن إنتاج المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أو تداولها بأي شكل من الأشكال، وحظر بيع التبغ ومشتقاته للطفل وغيره من المواد التي تضر بسلامته، وكذلك يحظر أن يستخدم في شرائها أو أماكن إنتاجها أو بيعها أو الدعاية لها، إضافةً إلى حظر استيراد وبيع ألعاب الطفل أو الحلوى المصنعة على هيئة سجائر أو أي أداة من أدوات التدخين. حملات توعوية ومن أبرز جهود المملكة في هذا اليوم إطلاق الحملات التوعوية، حيث تنظم وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حملات توعوية لتعريف المجتمع بحقوق الطفل، بما في ذلك التعليم، الصحة، الحماية من العنف، والتغذية السليمة، ويتم التركيز على نشر ثقافة حقوق الطفل عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتنظيم الفعاليات والأنشطة من خلال إقامة الفعاليات في المدارس والمراكز الاجتماعية تتضمن ورش عمل، عروض فنية، ومسابقات تهدف إلى تعليم الأطفال حقوقهم بطريقة مبسطة وممتعة، وكذلك تقديم برامج ثقافية وترفيهية تعزز مشاركة الأطفال وأسرهم، وتطبيق الأنظمة والقوانين، كما تحرص المملكة على تطبيق نظام حماية الطفل الذي يعزز حمايته من الإيذاء والإهمال، ودعم الجهود التي تركز على مكافحة استغلال الأطفال وتعزيز آليات التبليغ عن الانتهاكات. خدمات متخصصة وتقدم المملكة الرعاية للأطفال في جميع الفئات، والاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة وتقديم خدمات متخصصة لهم لضمان دمجهم في المجتمع، مع تقديم الرعاية للأطفال الأيتام والفئات المحتاجة، إضافةً إلى التعاون مع المنظمات الدولية والتنسيق مع منظمة اليونيسيف والمؤسسات الدولية لتعزيز حقوق الطفل بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وانشات المملكة عدداً من البرامج والخدمات التي تهتم بهذا الشان، مثل برنامج الأمان الأسري الوطني ونظام الحماية من الإيذاء والمشروع الوطني للحد من التنمر وعنف الأقران، وغيرها من البرامج والأنظمة التي تسهم في معالجة القضية، حيث حددت التدابير اللازمة للحماية واليات التعامل مع الضحايا، وسن التشريعات والقوانين التي من شانها حفظ الحقوق ومعاقبة المذنبين، وحققت المملكة نجاحًا كبيرًا في القضاء على أمراض الطفولة الخطيرة مثل شلل الأطفال، كما أن نسبة تطعيم الأطفال تصل إلى أكثر من 95%، ما يسهم في خفض معدلات الوفيات بين الأطفال، وأنشأت المملكة برامج لدعم الأطفال الأيتام وذوي الإعاقة لضمان توفير حياة كريمة لهم. وعن العمالة واستغلال الأطفال، فالمملكة تطبّق قوانين صارمة تحظر عمل الأطفال دون السن القانوني وتعاقب على استغلالهم بأي شكل، وتعمل رؤية 2030 على القضاء على الفقر من خلال دعم الأسر المحتاجة وضمان توفير الدعم الاقتصادي والتعليم للأطفال. تطوير قدرات وأتاحت وزارة التعليم بدورها خدمات تعليمية مميزة للأطفال في المراحل التأسيسية؛ لتعزيز فرص تطوير القدرات والمهارات في جميع المراحل الدراسية، والتوسع في دعم الطفولة المبكرة لتصل نسبة الملتحقين منهم بمدارس رياض الأطفال 90% عام 2030، إلى جانب تطبيق البرامج والمبادرات التي تسهم في تجويد بيئات التعلّم، كما تعزز إدارات ومكاتب التعليم في مناطق ومحافظات المملكة؛ مشاركاتها في اليوم العالمي للطفل؛ بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الخاصة للاحتفاء بهذه المناسبة في المدارس؛ التي ترتكز على إبراز مواهب ومهارات الطلاب والطالبات، في إطار ما تسعى إليه مختلف الجهات المعنية لتعزيز الترابط الدولي والتوعية بين الأطفال في كافة أنحاء العالم. يذكر أن المبادرات التي يتخذها اليوم العالمي للطفل؛ تتركز في الفعاليات التعليمية؛ بتنظيم ورش العمل والندوات التي ترفع مستوى الوعي حول حقوق الطفل وأهمية التعليم الجيد، والوصول إلى الرعاية الصحية والتغذية والبيئات الآمنة، والإسهام في المنظمات التي تعمل على تحسين حياة الأطفال من خلال التعليم والبرامج التعليمية والاجتماعية.