عاد التوتر بين واشنطنوطهران بسبب البرنامج النووي للأخيرة. وبدا أن الكشف عن "الصادرات النووية" الباكستانية إلى طهران وما تلا ذلك من تعاون باكستاني مع الأميركيين، أدى إلى اكتشاف تصاميم أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم لم يبلغ الجانب الإيراني الوكالة بها، ما دفع واشنطن إلى اتهام الإيرانيين بمواصلة جهودهم لامتلاك سلاح نووي. وجاء ذلك غداة إعلان الرئيس جورج بوش مبادرته، لتعزيز مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل الأمر الذي أيده المدير العام للوكالة محمد البرادعي، محذراً من أن العالم يتجه إلى الدمار النووي بسبب انتشار تلك الأسلحة. اتهم وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون التسلح جون بولتون إيران أمس، بمواصلة جهودها لامتلاك أسلحة نووية. وقال في مؤتمر صحافي في برلين: "إنهم لم يمتثلوا بعد في تقويمنا للالتزامات التي قطعوها على أنفسهم في تشرين الأول أكتوبر الماضي بوقف نشاطاتهم لتخصيب اليورانيوم". وفي الوقت نفسه، أكد ديبلوماسيون في فيينا أمس، أن مفتشي الأسلحة النووية التابعين للأمم المتحدة، عثروا في إيران على تصاميم لأجهزة طرد مركزي متطورة، لم تعلن عنها طهران، على رغم تأكيدها أنها كشفت لوكالة الطاقة عن كل المعلومات المتعلقة ببرنامجها النووي. وسبق ذلك نشر صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريراً في هذا الشأن، لكنها نقلت عن مصادرها في فيينا حيث مقر الوكالة أن هذا الاكتشاف غير كافٍ لإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن المخول فرض عقوبات محتملة. وأبلغ ديبلوماسي الصحيفة أن هذا الاكتشاف "لا يشكل أمراً جديداً بالنسبة إلى قدرات إيران النووية"، مشيراً إلى أنه يفترض أن تعثر الوكالة على خطط تسلح كي تشكو طهران إلى مجلس الأمن، لأن الأخيرة أكدت على الدوام أن برنامجها النووي مدني وليس عسكرياً. ومن المقرر أن يجتمع مجلس حكام الوكالة الدولية في 8 آذار مارس المقبل، من أجل درس الملف الإيراني مجدداً، بعدما كان وجه إنذاراً إلى طهران في 31 تشرين الأول أكتوبر الماضي، طالباً منها الكشف عن كل تفاصيل برنامجها النووي. في غضون ذلك، أبلغت مصادر ديبلوماسية في إسلام آباد "الحياة" أمس، أن التعاون الباكستاني مع تحقيقات تجريها الوكالة، كان وراء الكشف عن خفايا جديدة في البرنامج الإيراني. وأضافت المصادر أن باكستان التي انزعجت من كشف إيران بيانات عن صادراتها من معامل خان، دفعت إسلام آباد إلى تقديم لائحة بتلك الصادرات كلها، و"ربما ظهرت في حينه أمور أخفاها الإيرانيون". كذلك أفادت تقارير أن زميلي دراسة للعالم النووي عبد القدير خان أدليا بمعلومات عن تحركاته في تسريب التقنية النووية إلى دول أجنبية، وأفيد أن هذين الزميلين هما اللذين قدّما كل المعلومات المتعلقة بتعاملات خان. البرادعي يحذر من دمار العالم وفي مقال لصفحة الرأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، كتب المدير العام للوكالة محمد البرادعي أمس، أن العالم قد يكون متجهاً نحو الدمار إذا لم يوقف انتشار تكنولوجيا الأسلحة النووية التي أصبح الحصول عليها ممكناً على نطاق واسع. وأضاف أن التكنولوجيا النووية التي كان يستحيل في وقت من الأوقات الحصول عليها، أصبحت متاحة من خلال "شبكة معقدة تنتشر في أنحاء العالم، يمكنها نقل نظم إنتاج مواد يمكن استخدامها في صنع أسلحة". وأثنى البرادعي على دعوة بوش إلى تشديد الرقابة على الشركات التي تمتلك منتجات نووية وتصدرها. وقال: "على العالم أن يتحرك بسرعة لأن عدم التحرك سيخلق كارثة ناجمة عن انتشار الأسلحة"، مضيفاً أن "شبكة التوريد ستنمو وتجعل من السهل امتلاك خبرة الأسلحة النووية. وفي نهاية الأمر سيتمكن الإرهابيون من الوصول إلى تلك المواد والتكنولوجيا إذا لم يكن إلى الأسلحة نفسها". وحذر من أنه "إذا لم يغيّر العالم المسار فإننا نواجه مخاطر تدمير الذات". الصادرات إلى ليبيا إلى ذلك رويترز، قدمت وزارة التجارة في كوريا الجنوبية شكوى ضد شركة تجارية محلية لبيعها ليبيا معدات محظور تصديرها بصفتها تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام يمكن استخدامها في صنع أسلحة دمار شامل. وقالت وزارة التجارة والصناعة والطاقة في بيان إن الشركة التي لم تذكر اسمها، شحنت أربع آلات صنعت في كوريا الجنوبية تستخدم لموازنة أجهزة الطرد المركزي إلى ليبيا في حزيران يونيو 2002.