سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يرحب بإجراءات الحظر السعودية ويتمنى الانفراج قريباً . الأمين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي يدعو اميركا الى التزام العدل بين المؤسسات الاسلامية والمسيحية
دعا الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي الدكتور صالح الوهيبي السلطات السعودية الى رفع الحظر عن التحويلات المالية الى الخارج. وقال ل"الحياة" ان آلاف اليتامى والاسر الفقيرة والطلاب في دول العالم يعانون ضيقاً بسبب تأخر وصول المساعدات. وأبدى ثقته بأن الحكومة السعودية تهدف الى المزيد من اجراءات التنظيم معرباً عن الأمل في ألا تطول فترة الحظر "بسبب فداحة الاضرار الناجمة عن منع التحويلات". واستبعد الوهيبي اقتصار النشاط الخيري على الداخل لأن شريحة من المتبرعين للندوة ترغب في ايصال تبرعاتها الى الخارج ولأن الندوة مؤسسة عالمية. وقال ان الندوة تتبنى مشاريع عدة، من ابرزها مشروع انمائي يكلف 100 مليون ريال ويهدف الى توزيع مئة ألف سلة غذاء على المحتاجين في المناطق السعودية، وشدد على توازن المساعدات بين الداخل والخارج. واعتبر الاتهامات بوجود جهات خارجية تستغل الاموال للعمل الخيري لأغراض غير الخير مجرد تهم جوفاء وتلفيقات اصبحت ظاهرة في الاعلام الاميركي للهجوم على العالم الاسلامي. وشدد على ان منظمته تواجه عقبات أبرزها الحملة التي تشنها وسائل الإعلام الأميركية ضدها، كاشفاً عن آليات تجتهد الأمانة العامة للندوة في تسخيرها للدفاع عن نفسها. وعن القضية المرفوعة ضد المؤسسات الخيرية، ومن بينها الندوة، قال: "هذه القضية ليست فقط قانونية وإنما وراءها أبعاد سياسية وصهيونية، يراد بها تقويض بلدان الخليج والسعودية بشكل خاص التي هي موئل الدعم الكبير للفقراء والمحتاجين والمنسيين في العالم الإسلامي". وأوضح الوهيبي أن أياً من مكاتب الندوة في العالم لم يغلق إذ لم يفلح مناوئوها في إيجاد أي دليل على ضلوعها في أعمال مشبوهة. وطالب أميركا بالعدل في تقسيم فرص العمل الخيري بين المؤسسات الإسلامية والمسيحية، مستنكرا ترك الأخيرة تعمل كما تشاء في حين تمنع الأولى من العمل في بعض المواطن بلا مبرر مقنع. وأفاد بأن النظام العراقي الأسبق كان صادر كلية تابعة للندوة في مدينة السليمانية، فيما تطالب الندوة باستعادتها حالياً أو بتعويض مالي يصل الى ملايين الدولارات. وكانت الندوة العالمية إحدى المؤسسات الخيرية السعودية والإسلامية التي رفعت ضدها عائلات ضحايا 11 ايلول سبتمبر دعوى قضائية. وأسس الندوة العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1972 كأول هيئة إسلامية عالمية متخصصة في شؤون الشباب المسلم ومقر أمانتها الرياض. وقال الوهيبي ان مؤسسات أميركية كمثل فورد فاونديشن وبرنامج فولبرايت وسواهما تنطلق من بلادها لمساعدة المحتاجين خارج الحدود، ليستشهد بذلك على ان الندوة العالمية للشباب الاسلامي تسير على نمط متبع دولياً، وهي تجد من الحكومة والشعب في السعودية كل التأييد والمساندة في هذا التوجه. وعما اذا كان يفكر مستقبلاً في الاقتصار على الداخل فقط، استبعد ذلك ورأى ان الداخل ليس باولى من الخارج، وانما هي قضية موازنة بين الاثنين. وعن النشاطات التي تنفذها الندوة في الداخل اجاب: "هي كثيرة ومتنوعة، فلدينا طلاب أجانب في مكةالمكرمة تدرسهم الندوة وهناك عدد من البرامج الشبابية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم". وقال: "نحن نثق بأن جمعياتنا بريئة من التهم التي ترمى بها من دعم الإرهاب وغيره، فهذه القضية عندنا لا إشكال فيها، وإنما نعلم أن الجمعيات الخيرية بما تقدمه من عون لكثير من المضطهدين بدأت تستهدف من جانب القوى الصهيونية والقوى اليمينية المتطرفة في أميركا بالذات، لأننا أفسدنا عليهم الكثير من خططهم، وللعلم فإن إحصاءات بعض الجمعيات التنصيرية كانت تبشر بأن يكون عام 2000 عاماً للنصرانية في افريقيا، وهذا الأمر لم يتحقق، ومن ثم حركت هذه القوى، خصوصاً ممن يسمون بالنصارى الجدد في أميركا، المبشرين في هذا الاتجاه. كل ما نطالب به أن تكون الساحة مفتوحة للجميع، وأن نعامل كما تعامل المؤسسات الخيرية الأميركية، وإن كان لنا أخطاء فلنناقش فيها ولنطالب بتعديلها، من غير أن نرمى بالتهم جزافاً عبر وسائل الإعلام ومن خلال التصريحات الديبلوماسية المغلفة التي تكيل التهم بسخاء". وعن كيفية الخروج من التهم الموجهة، رد الوهيبي قائلاً: "بدأنا الاتصال ببعض الأجهزة الإعلامية التي تنشر هذه الأباطيل، وإيقافها عند حدها، ووجدنا في اوروبا تفهماً جيداً من بعض وسائل الإعلام، أكثر تجاوباً وحيادية من الأجهزة الإعلامية الأميركية. كما عملنا على مخاطبة الجهات الديبلوماسية الغربية في البلاد الإسلامية، ومحاولة استثمارها في إيضاح الصورة الحقيقية لعمل الجمعيات الإسلامية، وأنها ليست إرهابية، وينبغي أن تعامل كما تعامل الجمعيات الخيرية في الغرب. كما بدأنا الدفاع عن أنفسنا وفق آليات قانونية وإعلامية، منها ما سيكون في أوروبا، ومنها ما سيكون في بلاد أخرى، ولدينا تحرك للدفاع عن أنفسنا عبر المنابر المتيسرة في العالم الإسلامي". وحول ما تم بشأن الدعاوى المرفوعة من اهالي ضحايا "ايلول" ضد المؤسسات الخيرية اكتفى بالقول: "لا أريد الخوض بشكل مباشر في هذه القضية بالذات، لأنها تأخذ مجراها في المحاكم المتخصصة". وأضاف: "المحامون يعملون ولن يتوقفوا، ونحن ننتظر من القضاء الأميركي أن يكون عادلاً مع الجميع، وأن لا يهاب الحكم بالحق خشية الملامة". وعن مدى ثقته في كسب القضية، قال: "في الواقع لست متخصصاً، وإنما لدي قناعة بأن كل التهم التي تحاك ضدنا إنما هي جزء من الحملة الصهيونية التي تريد أن تجهض العمل الخيري. أكثر من ذلك، فالذين استهدفوا في القضية التي أشرت إليها ليس فقط المؤسسات الخيرية وإنما المؤسسات المالية التي يعتمد عليها الناس بعد الله في حياتهم واقتصادهم، فالمصارف الرئيسية في السعودية كلها رفعت ضدها قضايا، وكل المؤسسات الخيرية الرئيسية كذلك، كما ان رجال الأعمال المستقلين أقيمت ضدهم قضايا. لم يبق إلا رجل الشارع العادي الذي لا يعرفه أحد حتى ترفع ضده دعوى". وحول استهداف السعودية من خلال الحملات ضدها، اجاب: "أعتقد أنهم كما اتخذوا قضية أسلحة الدمار المزعومة ضد العراق هم كذلك في صدد البحث عن شيء آخر في السعودية، وعلينا أن نعي أن القضية ليست فقط قانونية وإنما وراءها أبعاد سياسية وصهيونية، يراد بها تقويض بلدان الخليج والسعودية بشكل خاص والتي هي موئل الدعم الكبير للفقراء والمحتاجين والمنسيين في العالم الإسلامي". وعن التناقض الاميركي في توجيه التهم للندوة ومن ثم توجيه الدعوة لها للعمل في الطرق رد قائلاً: "الاتهامات الموجهة إلى الندوة هي من جانبين: من الإعلام، ومن طريق القضاء عبر الدعوى التي رفعتها عائلات ضحايا 11 ايلول، أما الحكومة الأميركية فمن خلال بعثاتها الديبلوماسية هناك بيننا وبينها أخذ وعطاء وتعاون في كثير من البرامج، بما في ذلك السفارة الاميركية في الرياض". وعما اذا كان تعاون الادارة الاميركية مع الندوة في بعض البرامج يمكن ان يسهم في تبرئة ساحتها مستقبلاً اجاب الوهيبي: "ما أريد قوله أنه لا فضل للأميركيين في فتح المجال لنا أو لغيرنا للعمل في العراق، فمن حق المنظمات الخيرية أن تعمل في أي بلد منكوب. وإذا فتح المجال للمنظمات الغربية فينبغي أن يفتح للمنظمات الشرقية، الإسلامية وغير الإسلامية، ونحن من جانبنا نطالب بحقوقنا بصفتنا أولى بالعمل في العراق من غيرنا، فنحن أهل الدار، ولذلك فحرماننا العمل في العراق لا مبرر له، ونحن في الجمعيات الإسلامية نطالب بهذا الحق" وعن طبيعة المهمات والانشطة التي ستزاولها الندوة في العراق، قال: "عملنا في العراق يتركز على المناطق الشمالية، ومعظمه في شق المساعدات الإنسانية، ولدينا كلية في كردستان قبل الحرب الأميركية، استولى عليها النظام العراقي السابق ظلماً وعدواناً، وهي قامت بتخريج العديد من الأساتذة العراقيين". وعن اغلاق مكاتب للندوة، قال: "نحن لا نفتتح مكتباً في أي مكان إلا بترخيص، ولذا لم يغلق لنا مكتب واحد، ومكاتبنا تعمل في وضح النهار". وعن منع الندوة من تحويل مبالغ لها الى الخارج اجاب: "هناك إجراء تنظيمي جديد نتوقع صدوره قريباً، ولكن في الوقت الحالي يمنع تحويل أي مبالغ من جانب المؤسسات الخيرية إلى الخارج". وعن سير عمل مكاتب الندوة في الخارج، قال: "نعمل على استمرار الاتصال بالمسؤولين في المملكة ونتوقع الفرج قريباً إن شاء الله! وإذا كانت القضية قضية تنظيم فنحن معها ونطالب بها ونشجع عليها، ونحن في الندوة بدأنا بتنظيم الأمور المالية، قبل 15 سنة". وحول آخر نتائج محاولات اعادة السماح للندوة باستئناف التحويلات المالية الى الخارج، اكد: "ما زلنا نبحث مع مختلف الجهات في السعودية ونتوقع أن يكون الحل قريباً. وهناك تفاؤل تضاف إليه كلمة من أحد المسؤولين لا تصل إلى درجة الوعد بإيجاد حل سريع للمعضلة ولكنها تكاد... وكل ما وصلنا التأكيد عليه: هو أن الأمر لن يطول". وعن ايجاد موارد مالية للندوة بديلاً للصناديق والاكشاك التي منعتها الحكومة السعودية اجاب: "إلغاء الصناديق والأكشاك لا أرى إشكالا فيه إذا ثبت أنها تستغل بصورة غير قانونية، وإن كنت أعتقد أنها ليست كذلك. وإنما الذي أثر علينا هو: تخوف المتبرعين من ورود أسمائهم في القوائم الأميركية، ما جعل البعض يختار إنفاق أمواله في الداخل كونه يرى ذلك أسلم له، وبالتالي تناقص حجم التبرعات الموجهة إلى الجمعيات الخيرية التي تعمل في الخارج بسبب هذا التخوف". عن البدائل التي تسعى الندوة لايجادها فيما يستمر الحظر على التحويلات الى الخارج، رد الوهيبي: "عندما نيأس من أي تطور نبحث هذا الأمر، مع ذلك أنا على ثقة بأن الحكومة السعودية ليس هدفها منع المساعدات عن مستحقيها وإنما تنظيم الأمور التي اشتكى منها البعض، خصوصاً السلطات الأميركية، ونحن مع التنظيم إلا أننا نرجو ألا يطول بنا الوقت، فالمتضرر من ذلك هم الآلاف المؤلفة من المحتاجين الذين ليس لهم بعد الله سوى إخوانهم في الخليج".