قتل فجر أمس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ناشط في "عصبة النور" المنشقة عن "عصبة الأنصار" يدعى محمد الشريدي 18 عاماً. وكان ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية نصبوا له كميناً مسلحاً وأطلقوا عليه النار فأردوه، وهو في طريقه الى منزله في حي الصفصاف بعدما أمضى سهرة عند أصدقاء اعتاد زيارتهم يومياً. والقتيل الشريدي هو شقيق عبدالله الشريدي مؤسس "عصبة النور" الذي اغتالته حركة "فتح" الموالية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أيار مايو الماضي وكانت اغتالت قبل سنوات والده الشيخ هشام الشريدي مؤسس "عصبة الأنصار" بعد انشقاقه عن "فتح". وعلمت "الحياة" ان القتيل أصيب بعشرات الطلقات النارية وبقيت جثته على الأرض لأكثر من ربع ساعة قبل أن تنقل الى براد مستشفى "النداء الإنساني" في عين الحلوة. ولم تستبعد المصادر أن يكون الذين اغتالوه أعدوا للعملية منذ مدة طويلة راقبوه خلالها الى أن تأكد لهم انه يتردد ليلياً على منزل أصدقاء. ويعمل الشريدي في دكان يملكه في حي الصفصاف، ولم يحمل السلاح ولم يكن طرفاً في الاشتباكات في المخيم، على رغم انه تأثر كثيراً بشقيقه عبدالله. وأجمعت أوساط فلسطينية متعددة على أن ليس للشريدي أي ملف دموي أو أمني وعرف عنه تدينه. ولفتت الى ان الجهود التي شاركت فيها جميع الفصائل والقوى الفلسطينية اضافة الى امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود وممثل "عصبة الأنصار" أبو عبيدة وأمين سر اللجان الشعبية في المخيم عبد المقدح أدت الى اقناع عائلته بضرورة دفن جثمانه في جبانة خارج المخيم. وأكدت ان الوضع في المخيم شهد بعد اغتياله حالاً من الاستنفار وأطلق مسلحون النار في الهواء احتجاجاً، لكن سرعان ما عاد الى طبيعته على رغم ان المدارس والمحال التجارية اقفلت أبوابها. وقالت الأوساط الفلسطينية ان تجاوب عائلة الشريدي مع طلب تشييع ابنها قطع الطريق على احتمال حصول مضاعفات، مشيرة الى ان اجتماع الفصائل بدعوة من المقدح أسهم في تنفيس الاحتقان. وتوافقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة تحقيق. وقالت ان الجهة التي كانت وراء الانفجارات التي هزت المخيم أخيراً هي نفسها التي اغتالت الشريدي مع ان لا انتماء سياسياً للمستهدفين في جميع هذه الحوادث خصوصاً تلك التي أدت الى تدمير دكان لبيع العطورات يملكه فلسطيني قام بتزيينه لمناسبة "عيد العشاق". وأكدت الأوساط ان جميع الفصائل قررت احياء اجتماعات اللجنة الأمنية التي علقت بسبب اصرار القوى الاسلامية على تفعيل دورها وحسم جميع الأمور الأمنية التي لا تزال عالقة. واستبعد أمين سر حركة "فتح" في لبنان العميد سلطان أبو العينين "ان تكون أي جهة سياسية أو أمنية وراء اغتيال الشريدي".