يعقد اليوم اجتماع موسع في مقر "الكفاح المسلح" الفلسطيني في مخيم عين الحلوة يحضره ممثلون لجميع الفصائل والقوى الاسلامية والوطنية الفلسطينية للتداول في استمرار التوتر في المخيم منذ قيام مسؤول "جماعة النور" المنشقة عن "عصبة الانصار" عبدالله شريدة باغتيال قريبه العنصر في "الكفاح المسلح" نزيه شريدة قبل ثلاثة ايام. ورفض ذوو الأخير وأقاربه دفنه ما لم يصر الى تسليم القاتل. وفي معلومات "الحياة" ان اجتماعاً موسعاً عقد أمس في المخيم اقتصر على أهالي بلدة الصفصاف في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة التي ينتمي اليها القاتل والقتيل، وحاول الاهالي اقناع أخوة المغدور بضرورة دفنه، لكنهم اشترطوا تسليم القاتل قبل الدفن، مؤكدين ان شقيقهم اغتيل على مرأى من عشرات المارة وبالتالي لا بد من تسليم القاتل وإلا من حقهم الثأر لدم شقيقهم. وجرت محاولات - بحسب المعلومات - من قيادتي "فتح" الموالية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و"الكفاح المسلح" من اجل اقناع ذوي شريدة بدفنه، لكنهما لم تتوصلا الى نتيجة عملية بسبب اصرار اخوته على موقفهم. وأبلغت القيادتان ممثلي الفصائل والقوى الاسلامية والوطنية انهما معنيتان بالجانب الأمني والسياسي من المشكلة، لكنهما يتركان الجانب الشرعي اي دفنه لذويه وأقاربه. وطرأ تطور امس في المخيم، بقيام عناصر مسلحة ينتمون الى "عصبة الانصار" وآخرين الى "الحركة الاسلامية المجاهدة" بقيادة الشيخ جمال خطاب بالانسحاب من بعض الأمكنة في حي الصفصاف لا سيما تلك المجاورة لمنزل عبدالله شريدة الذي يحرسه نحو خمسة عشر مسلحاً من "جماعة النور". وسبق انسحاب المسلحين مبادرة "عصبة الانصار" و"الحركة المجاهدة" الى اعلان عدم علاقتهما بالجريمة مؤكدين ادانتهما لها. واعتبر الموقف الصادر عن "العصبة" و"الحركة" بمثابة قرار قاطع برفع الغطاء عن القاتل وهذا من شأنه ان يشكل احراجاً لقيادة "فتح" في الجنوب التي كانت اعلنت بلسان مسؤولها العميد سلطان أبو العينين انها تصر على استسلام القاتل والا ستضطر الى احضاره بالقوة وتسليمه الى السلطات اللبنانية لمحاكمته. وانعكس عدم حسم المسألة تبادل اتهامات عبر البيانات، وتلقت "الحياة" بياناً بالفاكس من "جماعة النور" جددت فيه تهديدها لسلطان أبو العينين ومنير المقدح وأبو علي طانيوس "الذين باعوا قضية أهل فلسطين المسلمين وانتفاضتهم المقدسة وباتوا يعيثون فساداً في المخيم". ووصفتهم ب"رؤوس الفساد والخيانة والردة"، متوعدة ب"اجتثاثها". وأضافت ان "مجمل الحوادث التي افتعلها في المخيم من يسمون أنفسهم ب"الكفاح المسلح" وحركة "فتح" بأوامر من الخائن رئىس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات هي محاولات يائسة لضرب الاسلام والمسلمين في المخيم وبسط سيطرتهم على مجريات الأمور". وتابع: "لقد وجهنا الانذار تلو الآخر لهذه الفئة الضالة الخائنة المرتدة ونعود، للمرة الأخيرة، لنحذر من أننا لن نسكت وسنحوّل المخيم، لا بل لبنان الى بركة من الدم تغسل العار". وفي المقابل، اعتبرت "اللجان الشعبية في منظمة التحرير" ان "الأعمال الاجرامية بحق أهلنا ومؤسساتنا في عين الحلوة تأتي ضمن حلقة متشابكة خدمة للاهداف الاسرائيلية". ودعت الى "التحرك الفوري والسريع لوقف هذا المسلسل الدموي الاجرامي وفضح الفاعلين الذين اصبحت جرائمهم ترتكب في وضح النهار من دون وازع ولا رقيب او حسيب اذ اصبح القتل عملاً مألوفاً لدى مجموعة خارجة عن مجتمعنا ولا تقيم وزناً للدين والأعراف الانسانية". وأضافت: "لا بد من الضرب بيد من حديد على يد المسيء والمخرب قبل ان تغرق السفينة بنا جميعاً".