هاجم رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي بشدة رئيس حزب الكتائب وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني على كلامه الاخير "ان رئيس جمهورية ضعيفاً يعني مسيحيين ضعفاء ولبنان ضعيفاً، ورئيس جمهورية قوياً يعني مسيحيين اقوياء ولبنان قوياً" وقال ان كلامه "معيب ومسيء لرئيس البلاد اميل لحود ويلحق الأذى والضرر به". ولفت كرامي في لقاء الثلثاء مع الصحافيين الى ان بقرادوني يتحدث "كأننا في مجاهل افريقيا، لديه ملء الحرية في ان يدافع عن الرئيس، لكن لا يجوز ان يتوسل المذهبية والطائفية بهذا الشكل، خصوصاً ان رئيس الجمهورية هو لكل لبنان وليس لطائفة او مذهب، وكلامه يتناقض مع اتفاق الطائف وروحية الوفاق الوطني". ورأى كرامي ان بقرادوني "أكثر من اساء الى الرئيس واذا كان يريده للمسيحيين فقط وليس لكل اللبنانيين، استطيع القول العوض بسلامتكم على البلد". وتابع: "عندما سمعت بقرادوني قلت يا عيب الشوم على هذا الحكي. يمكن انتقاد الرئيس او الاشادة بمواقفه الوطنية والقومية، لكن الجميع يشهد له بوطنيته وابتعاده عن الطائفية والمذهبية، ان الوزير بقرادوني حاول ان يلبس الرئيس ثوباً طائفياً لا يريده لا بل يرفضه ويتصدى له". وسأل: "هل يريد بقرادوني ان يعطل دور لحود الوطني والقومي، فهو رئيس كل الرئاسات في الدولة ومن غير الجائز ان نحجمه او نجره الى نطاق ضيق. ان كلامه مرفوض ولا يجوز ان يتصرف وكأنه الوصي على الرئاسة". وتطرق كرامي الى قضية عدم تخصيص كرسي لرئيس الحكومة رفيق الحريري خلال استقبال الأسرى العائدين اسوة برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي معتبراً "ان التصرف معه بهذا الشكل غير مقبول. وكان يفترض به ان يشارك في استقبال الاسرى ثم يغادر المكان بعد ان يبارك للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعودتهم، ويقول ان الموقع الذي انا فيه ليس لشخصي وانما للرئاسة الثالثة ولا استطيع التفريط فيه ومن الافضل الانسحاب". واعتبر ان الحريري: "كان احرج الجميع لو فعل ذلك"، مستغرباً "عدم دعوة رؤساء الحكومة السابقين للاشتراك في الاستقبال وهذه ليست المرة الاولى التي يتم استثناؤهم". وأضاف: "الجميع يتذكر عندما اعترضت بسبب "الزمور" لعدم عزف موسيقى الترحيب لحظة وصولي لحضور العرض العسكري الذي اقيم في عهد الرئيس الياس الهراوي لمناسبة عيد الاستقلال، فيومها لم افتعل هذه المشكلة إلاّ لأنها تطاول مقام رئاسة الحكومة في بلد محكوم بالتوازنات". ودعا كرامي الى عدم الاقلال من اهمية هذه القضية "فالشكليات دائماً من صلب الاساسيات. فرئيس الحكومة حضر ليكرم الاسرى لكنه لم يكرّم، فهو رئيس السلطة التنفيذية والذي حصل في المطار ليس موجهاً ضد الحريري بل هو اهانة لموقع الرئاسة الثالثة ومن تمثل، ولا نستطيع السكوت عنه". وبالنسبة الى الانتخابات البلدية قال كرامي ان حظوظ اتمامها متساوية مع حظوظ تأجيلها ما دام موعدها لم يحدد من وزارة الداخلية، وبالتالي لا نستطيع الجزم بأنها ستجرى الا في حال حدد موعدها الوزير الياس المر على رغم ان هناك قوى اساسية لا تريدها. وانتقد مواقف الذين يدعون الى عدم تسييس الانتخابات البلدية وتركها للعائلات قائلاً: "هذا سخيف ويدعو للسخرية ان انتخابات البلدية كانت وستبقى سياسية بامتياز". ورأى ان الوقت المتبقي من استحقاق انتخابات رئيس الجمهورية لا يسمح بالمجيء بحكومة جديدة، وسأل: "اذا كان المطلوب ان نأتي بحكومة تدير الازمة فمن الافضل الابقاء على هذه الحكومة". مؤكداً ان لا حياة سياسية في لبنان ومؤيداً كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تحميل المسؤولية للطبقة السياسية التي هو منها.