قال مسؤولون اميركيون امس ان الحكومة الأميركية والاتحاد الأوروبي سيعملان بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني ومراكز في اميركا واوروبا والشرق الاوسط لدعم شخصيات ومؤسسات اصلاحية في الشرق الاوسط في اطار "مبادرة الشرق الاوسط الكبير" التي سيطلقها الرئيس جورج بوش خلال قمة الثمانية في حزيران يونيو المقبل. وعلمت "الحياة" من مصادر اميركية متطابقة ان المبادرة تتضمن تنفيذ خطة لتقديم حوافز اقتصادية وأمنية للدول المعنية بهدف تسهيل عملية التحول الديموقراطي مع السماح لمؤسسات شبه رسمية او خاصة بالاتصال بالتنظيمات والاحزاب والشخصيات الاصلاحية في المنطقة لإعطائها دورا مسانداً في صوغ عملية الانتقال الى اصلاحات سياسية واقتصادية. وقال مسؤول في أحد مراكز البحوث البارزة في واشنطن ل"الحياة" ان المركز "يعمل لاختيار عدد من الشخصيات الاصلاحية في الدول العربية التي ستدعى الى واشنطن للقاء مسؤولين ومنظمات تعنى بالاصلاح الديموقراطي". واعتبر انه على رغم عدم وجود ضمانات لحماية الشخصيات الاصلاحية التي ستتصل بها المنظمات المعنية بالاصلاح السياسي او مراكز البحوث الاميركية والاوروبية، فإن تلك الشخصيات "ستحصل على حماية ضمنية من خلال حصولها على دعم سياسي واعلامي سيفرضها على الساحة السياسية". واكد مسؤولون في البيت الابيض ل"الحياة" الاسبوع الماضي ان بوش سيطلب من الدول الاعضاء في مجموعة الثمانية دعم مبادرته لنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط، خلال القمة التي ستنعقد في ولاية جورجيا في الثامن من حزيران. وقالوا ان كبار المسؤولين في الادارة الأميركية، خصوصاً نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس يجرون اتصالات بدول اوروبية وشرق اوسطية لضمان حصول الرئيس على دعم سياسي واقتصادي لمبادرته، بما في ذلك تقديم التزامات مالية في اطار حزمة اقتصادية لدعم التحول الديموقراطي في المنطقة، على غرار ما حدث في اوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة. وأفاد مسؤول في دائرة الاتصالات الدولية في البيت الابيض ان بوش سيستغل قمة الثمانية لدفع اجندة الادارة نحو عالم اكثر ازدهاراً وأمنا تحت عنوان "مبادرة الشرق الاوسط الكبير" من خلال دعم التحول الديموقراطي. وسيركز الرئيس على ضرورة حض دول المنطقة على اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية، فيما سيأتي موضوع مواصلة "الحرب على الارهاب" واسلحة الدمار الشامل في الدرجة الثانية من الاهمية. ويتوقع ان يضطر بوش الى تعديل بعض مواقفه السابقة، انسجاما مع اقتراحات اوروبية لضمان الحصول على اكبر دعم ممكن من الدول الاعضاء في المجموعة التي تتهم واشنطن بإتخاذ مبادرات احادية، توحي بتوجهات امبريالية. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" امس تقريرا عن الخطة أشار الى تنفيذ خطة شبيهة بإتفاقات هلسنكي. وتوقع مراقبون ان يشكل خطاب بوش في القمة محوراً لحملة إعادة انتخابه في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ما سيتطلب حصوله على دعم دول المجموعة وهي كندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وروسيا. وقال جون كيرتون، مدير مجموعة بحوث في جامعة تورنتو ان بوش سيسعى، من خلال مبادرة الديموقراطية الى الحصول على دعم دول المجموعة، متجاوزاً بذلك الخلافات المرتبطة بالتجارة الدولية واسلوب الادارة الاحادي في تنفيذ سياسة "الحرب على الارهاب". وتبذل الادارة جهودا لضمان عدم تدهور الاوضاع في العراق وفلسطين او تنفيذ كوريا الشمالية تجربة نووية قبل موعد القمة، ما قد يضعف المبادرة التي سيطلقها الصيف المقبل. واوضح مراقبون ان بوش يريد ان يخوض الانتخابات الرئاسية بوصفه زعيماً يسعى الى نشر الديموقراطية والازدهار الاقتصادي في العالم، بعدما حددت "الحرب على الارهاب" شخصية ادارته. وكان بوش مهد لمبادرته في خطاب ألقاه في كانون الاول ديسمبر الماضي وفي خطاب الاتحاد الذي ألقاه أمام الكونغرس الشهر الماضي.