تطبيق فن تنسيق الزهور على الطريقة اليابانية "إيكيبانا" صعب وسهل في آن معاً. الصعوبة تكمن في دراسة الأزهار ومعانيها ودمج الألوان وابداع اللوحات. أما السهولة فتكمن في تنسيق الأزهار فحسب حس كل شخص وبحسب الذوق في الألوان ومحتويات المنازل ليتمكن كل شخص محب لفن الطبيعة من ادخالها الى منزله بسهولة والاستمتاع بها. انه فن يساعد في"تهذيب"الذوق وصقله. أقامت السفارة اليابانية في لبنان خلال الشهر المنتهي عرضاً في فندق"مونرو"لفن"الإيكيبانا"حضره السفير الياباني في لبنان توكوميتسو موراكامي، الذي ألقى كلمة قال فيها إن هذا العرض هو آخر نشاط ياباني في لبنان يختتم احتفالات اليوبيل الفضي للعلاقات الديبلوماسية مع لبنان. وترمز الأزهار بالنسبة الى الشعب الياباني الى التواصل مع الطبيعة. ويعود فن"الإيكيبانا"الى القرن السادس عندما دخلت اليابان التعاليم البوذية التي تقوم على تقديم هدايا مستقيمة الطول ومتناسقة الى بوذا. وكان يعتبر"الإيكيبانا"فناً روحياً تطور وارتقى ليصبح فناً عالي المستوى. بعد ذلك ادخلت بعض التعديلات عليه ليصبح في أيامنا فناً ممارساً كل يوم من عامة الناس وفي المنازل. وبفضل هذا التطور أصبحت الأزهار وكذلك التنسيقات مألوفة أكثر ومحط تقدير، أيضاً وظهرت أساليب أكثر تحرراً. ويعتبر أوتسوبو كوسين واحداً من أهم المتخصصين في تنسيق الأزهار على الطريقة اليابانية. هو الموجه الاستشاري لرئيس مدرسة"ريوسيئي ها"وبدأ تعلم فن"الإيكيبانا"في العام 1960، وأقام معارض فردية عدة في اليابان والدانمارك والهند واسبانيا والولايات المتحدة. وكان عرضه في لبنان الثاني في الشرق الأوسط. يقارن كوسين"الإيكيبانا"بموسيقى"الجاز"، حيث مزج الشكل بالألوان ونوع الورد يخلق تحفة فنية طبيعية. وفي معارضه، يستخدم كل أنواع الخضرة والفاكهة ومواد البناء من خشب وبلاستيك وحديد وأي شيء يجده صالحاً للزينة. ويقتبس كوسين أفكاره وابتكاراته من سفراته الى الهند والنيبال حيث اطلع على العادات الخاصة بتقديم الهدايا للآلهة، وهو أول من استخدم البراري في"الإيكيبانا". واستمر في تطوير هذا الفن باستخدام الخضار. تحدث كوسين في الافتتاح عن أسلوب"أوجه النباتات""الذي يسعى الى إعادة اكتشاف الحيوية الجوهرية للنباتات والتعبير عنها من خلال تنسيقها".