أطلت أصالة مساء أمس على فضائية"أم بي سي"في الجزء الثاني من برنامج"دندنة"الذي تقدمه اللبنانية نانسي معماري بالاشتراك مع المايسترو إحسان المنذر، وعرض جزؤه الأول الخميس الماضي. سجلت أصالة الحلقة منذ مدة وجاء عرضها متأخراً. إلا أن صاحبة الحنجرة الذهبية أكدت مرة ثانية أنها فنانة من المقام الأول. وغنت أصالة لعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وماجدة الرومي وفريد الأطرش. وحتى ميادة الحناوي كان لها نصيب في الحلقة التي سجلت قبل عرض حلقة"مايسترو"حين استطاع نيشان حل الخلاف وإتمام المصالحة بين أبرز مغنيتين في سورية. أصالة لم تغن لميادة الحناوي إلا لأنها تحترم فن زميلتها وتحترم قيمة الفن الحقيقي. غنت أصالة لفنانين سبقوها ولزملاء ينافسونها لأنها بكل بساطة لا تخشى المنافسة. تعرف جيداً أن صوتها العذب الذي يغني النغم الصحيح ويعطي عِرَباً ميزتها بنكهة خاصة، يعطي للأغنية روحاً جديدة. في الحلقتين، فرضت أصالة نفسها مطربة استثنائية... أعطت صورة مغايرة عن فنانة شكا بعضهم من صراحتها الجريئة واعتبروا صدقها غروراً. عرفت تماماً كيف تكون سيدة المواقف وتبرز تلك الصورة الخفية عن سيدة حكيمة علمتها الحياة كثيراً فعرفت قيمة الأشياء وسطحيتها في آن. في حديث أصالة"دندنة"عن استراتيجية مسالمة برزت في شخصية امرأة عانت كثيراً في حياتها الشخصية والعملية صراعها مع المرض، وتوتر علاقتها الزوجية، وخلافاتها مع عدد من الملحنين، لتحقق التوازن المطلوب بين فن أصيل وآخر ترويجي يحقق النجومية بمفهومها الراهن، فكتبت سجلاً قدمت من خلاله الأعمال الجيدة فقط وحافظت على الطابع الشرقي حتى في الأغاني التي حاكت الموجة الشبابية السائدة. في الحلقة غنت أصالة أكثر مما حكت، غنت عدداً من أغانيها القديمة وباقة من جديدها الخليجي الذي أكد قدرتها على جمع العذوبة والقوة والنقاوة في آن. حين تدندن أصالة... على جميع العاملين في الساحة الغنائية الإصغاء، علهم يدركون قيمة الفن الحقيقي الذي نفتقده كثيراً اليوم.