سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوات الاميركية تقدمت الى مشارف الفلوجة تدعمها الطائرات والقصف المدفعي : 33 قتيلاً من الحرس الوطني و20 جريحاً من "المارينز" وسورية تبني ستاراً حدودياً طوله 130 كيلومتراً
رفضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من أن الهجوم على الفلوجة يؤثر سلباً في الانتخابات المزمع اجراؤها في العراق، وتقدمت القوات الأميركية إلى مشارف المدينة تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والغارات الجوية. واتخذت وحدات من الجيش العراقي الجديد مواقع قريبة، استعداداً للمشاركة في الهجوم الذي بات وشيكاً. وفي حين تجري الاستعدادات لاقتحام الفلوجة، ومن ضمنها اغلاق الأميركيين الحدود السورية - العراقية، وإعلان دمشق اقامة ساتر ترابي بطول 130 كيلومتراً، تزايدت هجمات المقاومة، خصوصاً في سامراء التي تمت السيطرة عليها الشهر الماضي، حيث انفجرت أربع سيارات مفخخة، وأدت إلى مقتل 33 شخصاً معظمهم من قوات الأمن. كما أدى هجوم على قافلة أميركية إلى اصابة 20 جندياً في الرمادي. وبثت "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي نقلاً عن مراسلها في واشنطن أمس أن المسؤولين الأميركيين أعربوا "بصفة شخصية" عن غضب شديد من بيان أنان الذي حذر فيه من أن الهجوم على الفلوجة يعرض استحقاق الانتخابات للخطر. وقال الناطق باسم وزير الخارجية ريتشارد باوتشر ان الوزير كولن باول اعتبر رسالة أنان غير واضحة وأنه لا يقره في الرأي، بينما أعلن السفير البريطاني لدى المنظمة الدولية أن الحكومة العراقية لا تستطيع ترك منطقة بحجم الفلوجة لتصبح "قاعدة للإرهاب". وأضافت الإذاعة ان القوات الأميركية تقدمت إلى مشارف الفلوجة، مدعومة بغارات جوية وقصف مدفعي استعداداً لاجتياح المدينة، واغلقت كل الطرق المؤدية إليها. واتخذت القوات العراقية مواقع لها قريبة من مداخلها الرئيسية. يوم دامٍ وقتل امس 48 شخصاً في العراق غالبيتهم من قوات الامن، بينهم 33 سقطوا خلال اعمال عنف في سامراء، بالتزامن مع تواصل الاستعدادات ميدانياً لشن هجوم على الفلوجة. واوضحت مصادر في الشرطة العراقية ان القتلى في سامراء سقطوا في اشتباكات وانفجار اربع سيارات مفخخة في المدينة حيث فرضت القوات الاميركية حظر التجول في المدينة اعتباراً من ظهر امس حتى اشعار آخر. وفي الجنوب، قتل 12 عنصراً من الحرس الوطني من بلدة العباسية شمال النجف كانوا خطفوا الخميس بينما كانوا عائدين الى منازلهم. وفي بغداد، قتل انتحاري واصيب ثلاثة جنود اميركيين في عملية بسيارة مفخخة على طريق المطار. وفي الرمادي، اصيب 20 جندياً اميركياً خلال هجوم على قافلتهم، لكن شهوداً اكدوا ان عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة استهدفت قاعدتهم في حي الفجارية على مدخل المدينة ما اسفر عن وقوع اصابات. الى ذلك سقط اول ضحايا المعركة الانتخابية في كربلاء مساء امس اثر تلاسن تطور الى معركة بالسكاكين بين انصار المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ورجل الدين محمود الحسيني الذي يعارض الانتخابات. وقال علي العرفاوي من مستشفى الحسين ان المواجهة ادت الى مقتل أحد أنصار السيستاني من دون ان يذكر هويته. وألصق أتباع الحسيني الذي تلقى دروسا دينية على ايدي العلامة الراحل محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر، بيانا على الجدران في كربلاء يهاجم السيستاني ويندد بالانتخابات المقررة اواخر كانون الثاني يناير 2005 . واشار الى "عدم وجود اي دليل شرعي عقلي يدل على وجوب المشاركة في الانتخابات" موضحاً "حرمة المشاركة ... ونحذر انفسنا والآخرين من الانزلاق في لعبة سياسية". ويشدد المرجع الشيعي، مباشرة او عبر المحيطين به، على اجراء الانتخابات في موعدها المقرر. الحدود السورية - العراقية في دمشق، أكد مسؤولون سوريون ل"الحياة" ان البوابات على الحدود السورية - العراقية "مغلقة تماماً منذ يومين". ولم يستبعدوا علاقة هذا القرار باستعداد القوات الاميركية للهجوم على الفلوجة. وكان سائقو سيارات عامة قالوا ان القوات الاميركية أغلقت بوابتين على الاقل من اصل ثلاث بوابات مفتوحة على طول الحدود البالغة اكثر من 600 كيلومتر. وأكد مسؤول بوابة البوكمال المقدم علي احمد الشمري ل"الحياة" ان "الحدود مغلقة تماماً منذ يومين" في هذه البوابة الواقعة على مسافة 550 كيلومتراً شرق دمشق قرب قاعدة "القائم" العسكرية وسط الحدود. وفي جنوب "البوكمال" تقع بوابة "التنف" على مسافة 285 كليومتراً من دمشق مقابل بوابة "الوليد" العراقية. قال سائقان امس انهما لم يتمكنا من العبور الى سورية. ومقابل اغلاق "التنف" و"البوكمال"، لم يتأكد اغلاق القوات الاميركية بوابة "اليعربية" التي تقع على مسافة 820 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة السورية. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن عمالاً سوريين مزودين جرافات شوهدوا يعملون قرب معبر "البوكمال" لبناء ساتر ترابي بارتفاع ثلاثة أمتار على جزء من الحدود السورية - العراقية. وقال أحد المسؤولين السوريين إن الساتر سيمتد على طول 130 كيلومتراً لمنع عمليات التسلل من جانبي الحدود. ووزعت القوات الأميركية منشوراً على المنتظرين قرب الحدود، جاء فيه ان الاغلاق تقرر "لسلامة المسافرين" وسيبقى حتى إشعار آخر.