تعمل فرق من العمال والجرافات وسط الصحراء على اقامة ساتر ترابي على امتداد 130 كيلومترا على جزء من الحدود السورية العراقية سعيا الى منع تسلل مقاتلين الى العراق. ويقوم العمال بترميم واضاءة هذا الجدار الذي بات قائما في بعض الاماكن. وبدأت الاعمال الجديدة قبل اكثر من شهر بهدف زيادة ارتفاع الحاجز الى ثلاثة امتار. ويجري بناء الساتر في منطقة البوكمال على بعد اكثر من 500 كيلومتر الى الشرق من دمشق، والتي دعت السلطات مجموعة من الصحافيين للتوجه اليها يوم السبت. وقال مسؤول في حرس الحدود السوريين لوكالة فرانس برس ان الهدف منع التسلل من جانبي الحدود، مشيرا الى ان حاجزا مماثلا يجري بناؤه في مركز التنف الحدودي الى الجنوب من البوكمال وعلى بعد 280 كيلومترا الى الشرق من دمشق. وكانت الولاياتالمتحدة اتهمت دمشق مرارا بالتغاضي عن تسلل مقاتلين اجانب ينفذون هجمات على القوات المتعددة الجنسية بقيادة امريكية في العراق. ولكن المسؤولين السوريين اكدوا مرارا صعوبة مراقبة الحدود التي تمتد على 600 كلم، اي بطول الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. وفي ايلول سبتمبر، تعهدت سوريا التي تخضع لعقوبات امريكية منذ ايار مايو، بتحسين المراقبة على الحدود مع العراق. وأعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع امس الاحد في القاهرة ان وزير الداخلية العراقي سيقوم بزيارة قريبا لسوريا للتوقيع على .. برتوكول للتعاون في المسائل الحدودية قال انه سيوضع موضع التنفيذ قريبا. واكد مسؤول في حرس الحدود السوريين ان القسم الذي يجري العمل فيه من الحدود يخضع لمراقبة مستمرة 24 ساعة على 24، مضيفا ان جنودا سوريين يسيرون دوريات في المنطقة بصورة مستمرة. وكان الهدوء مخيما على الحدود حيث اغلق معبر البوكمال وكذلك معبر التنف منذ اربعة ايام، كما اكد علي الشمري مسؤول المنطقة الحدودية في قرية هري السورية المقابلة لمدينة القائم العراقية. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس على بعد مائة متر في الجانب العراقي مجموعة من عشرة جنود امريكيين يراقبون بالمنظار سير اعمال بناء الساتر الترابي. وعلى نقطة الجمارك، كان طابور كبير من السيارات ينتظر اعادة فتح الحدود لكن منشورات وزعتها القوات الامريكية في العراق على المسافرين قالت ان الاغلاق تقرر لسلامة المسافرين وسيبقى حتى اشعار اخر. وليست المرة الاولى التي تعمد فيها القوات الامريكية الى اقفال الحدود التي ظلت مغلقة قبل فترة وجيزة طيلة ثلاثة اسابيع، كما قال الشمري. وكان شهود اشاروا الى اغلاق معبري البوكمال والتنف الرئيسيين بين البلدين في وقت تستعد القوات الامريكية على ما يبدو لشن هجوم واسع على مدينة الفلوجة غرب بغداد، وابرز معقل للمقاتلين المناهضين للقوات الاجنبية في العراق. واشار محللون الى رغبة المسؤولين الامريكيين في تعزيز مراقبة الحدود العراقية قبل الانتخابات العامة المقررة في نهاية كانون الثاني يناير لمنع المقاتلين الاجانب وانصار الرئيس السابق صدام حسين من التسلل الى البلاد.