كشف مسؤولون أميركيون أن العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة العراقية"حتمية"على الأرجح، وستكون الأضخم والأكثر خطورة منذ انتهاء غزو العراق في أيار مايو الماضي. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن هؤلاء المسؤولين أن العمليات ستشمل السيطرة على الرمادي واغلاق الحدود السورية لمنع المقاتلين الأجانب من التدفق الى العراق. وأفادت أن هذه المجموعة من العمليات العسكرية تعكس اجماعاً متنامياً بين القياديين الأميركيين والمسؤولين الحكوميين العراقيين على أن التمرد في المدينتين مرتبط ويجب قمعه في الوقت ذاته. ونقلت عن ضباط في مشاة البحرية الأميركية مارينز أن توقيت وقرار شن أي عمل عسكري أو اغلاق المعابر الحدودية يعود الى رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي. لكن، وفيما تنهار المفاوضات مع ممثلي الفلوجة، يقول ضباط كبار إن الأمر قد يستغرق أسابيع فقط قبل بدء الهجمات البرية والجوية في معركة يقدرون بأنها ستستغرق بين بضعة أيام وأسبوعين. ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت - جنرال جون ساتلر قوله:"اذا قيل لنا اذهبوا، ستكون المعركة حاسمة. وسيكون الهدف تقليل الخسائر والاصابات وتنفيذ المهمة في أسرع وقت. لسنا هنا لتدمير البلدة بل لاسترجاعها". ويرى قياديون أميركيون أن سحق التمرد في الفلوجة والرمادي سيوجه ضربة اليه على صعيد البلاد، لأن"الفلوجة كانت ملاذاً آمناً ومنطلقاً لتنفيذ هجمات"، ما يعني أن هزم المتمردين فيها سيساعد في تهدئة الأوضاع وتهيئة الظروف لاجراء انتخابات في كانون الثاني يناير المقبل. ويتابع هؤلاء انهم على دراية بأن هجوماً عسكرياً على الفلوجة والرمادي قد يطلق انتفاضات في قرى سنية مجاورة وربما حتى في مدينة الصدر الشيعية، لكنهم يشيرون الى استعدادهم لمثل هذه الاحتمالات. ووفقاً لمقابلات أجرتها الصحيفة، شرح قادة عسكريون أميركيون في قاعدة أميركية قريبة من الفلوجة، الخطوط العريضة لخطتهم اقتحام المدينة. وأفادت الصحيفة أن آلافاً من الجنود الأميركيين يرافقهم الآلاف من الجنود العراقيين المدربين وقوات خاصة وضباط شرطة، سيهاجمون الفلوجة من جهات عدة مطلقين قذائف دبابات ومدفعية ضد مواقع المتمردين التي تكون أضعفتها الضربات الجوية للتحالف المترافقة عادة مع اشتباكات ضارية. ولفتت الصحيفة الى أن القوات التي اقتحمت سامراء الشهر الماضي كانت مكونة من ثلاثة آلاف جندي أميركي وألفي جندي عراقي واجهوا 500 متمرد. ويقدر ضباط أميركيون عدد المقاتلين في الفلوجة بثلاثة الى أربعة أضعاف عدد المتمردين الذين كانوا في سامراء، ما يعني أن القوات الأميركية والعراقية تحتاج الى قوة أكبر بكثير من خمسة آلاف جندي لاستعادة السيطرة على الفلوجة. ونقلت الصحيفة عن الكولونيل جون كولمان قوله:"سنربط القدرات مع المهمة ليكون لدينا مزيج مناسب"من القوات الأميركية والعراقية. وأوضحت أن الطائرات الأميركية ومن ضمنها مقاتلات"أف اي 18"و"أف 16"و"أف 15 اي"ستشن غارات جوية على بيوت آمنة للمتمردين ومخازن سلاح وأهداف قيادية أخرى اختيرت بعناية تجنباً لتدمير البنية التحتية للمدينة. ونقلت عن القادة الأميركيين أن"القصف المترافق مع الهجوم سيكون نسخة مكثفة عن الضربات الجوية الليلية التي نفذتها القوات الأميركية على الفلوجة في الشهرين الماضيين". وتوقع هؤلاء القادة أن تنطلق العملية العسكرية بسرعة، لكن المتمردين سيلجأون الى تفجيرات على جوانب الطرقات وسيحاولون اطلاق انتفاضات شعبية في قرى سنية مجاورة لعرقلة سير الهجوم. كما سيلتحق بالقوات العسكرية مهندسون وأخصائيون في الشؤون المدنية لتقويم كيفية اعادة الخدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء وتكليف متعهدين تولي عملية تأهيلها وبنائها. ونقلت الصحيفة عن الجنرال ساتلر أنه ومساعديه ليسوا في عجلة لاقتحام المدينة، لافتاً الى أن الضربات الجوية الأخيرة قتلت الكثير من مساعدي الاسلامي الأردني ابي مصعب الزرقاوي وعرقلت بقوة عمليات زعيم سني آخر يدعى عمر حديد. وتابع أن القوات الأميركية اقتربت من قتل أو اعتقال حديد مرتين على الأقل، بعد معلومات استخباراتية عن مكان وجوده.