"تجربتنا، كانت ناجحة. نُجهز لفيلم آخر حالياً"، أجاب الممثل الكويتي عبدالرحمن العقل، حامد الغامدي مقدمَ برنامج "سباق المشاهدين" الذي يعرض خلال شهر رمضان الجاري على القناة الأولى السعودية، حينما سأله عن تجربته في فيلم "منتصف الليل". الفيلم من اخراج "مخرج الأكشن" عبدالله السلمان بحسب ما كتب على الملصق الاعلاني للفيلم، إضافة إلى أنه "فيلم أكشن بوليسي". لعب أدوار البطولة فيه: ابراهيم الحربي وأحمد السلمان وأخرجه عبدالله السلمان، إلى جانب العقل. وشاركت فيه الممثلة الروسية أليسا التي بدا انها تمثل للمرة الاولى في حياتها. صور سيارات السباق، وحريق بعضها، ربما جذبت بعض الخليجيين في البحرين، خصوصاً الكويتيين إلى حضور الفيلم. وربما قاس عبدالرحمن العقل نجاح الفيلم بنسبة الحضور، لكنه لم يكن ليعلم عدد الذين غادروا، في "سينما البحرين" مثلاً، قبل نهاية الفيلم. لم يتعود جمهور السينما في الخليج، حضور فيلمين خليجيين في دور السينما في شهر واحد. "منتصف الليل" عرض قبل اسابيع قليلة، واستبدل به سريعاً فيلم كويتي آخر، "شباب كوول". الأخير كان من اخراج السعودي محمد دحام الشمري، الذي قدم العام الفائت مسلسل "ياخوي" في حين يقدم "الدنيا لحظة" في رمضان الجاري. الممثل السعودي عبدالمحسن النمر، كان من المفترض أن يلعب دور البطولة في "شباب كوول" بحسب ما قال ل"الحياة"، لكن "الظروف لم تسنح لي". وفي الوقت الذي بدت الحوارات في هذا الفيلم أضعف من أي شيء آخر، يقول النمر "استهواني النص وخصوصاً الفكرة، لكنني لا استطيع الحكم قبل مشاهدتي الفيلم". النمر رفض المقارنة بين الفيلمين - "منتصف الليل" و"شباب كوول" - ووصفها بالمجحفة، إذ انه شاهد الأول. وبعيداً من المقارنة بينهما، كان "منتصف الليل" "صدمة بالنسبة إلينا، كونه ضعيفاً جداً على مستويات الاخراج والتمثيل والكتابة"، بحسب ما قال مخرج خليجي رفض ذكر اسمه. القصة بدت مبتذلة في "منتصف الليل"، والتمثيل كان مصطنعاً إلى أبعد الحدود، ولم يكن هدف المخرج سوى تصوير السيارات تقفز وتنقلب وتحرق. حتى الممثلة الروسية لم يكن لها دور أو أداء يذكر. ربما كان من غير العدل مطالبة الخليجيين بفيلم جيد، خصوصاً أن التجربة السينمائية في الخليج تعتبر حديثة نوعاً ما، لكن النظر إلى تجربة الشمري في "شباب كوول" يؤكد أن الامكانات في الخليج ربما تخلق أعمالاً معقولة إلى حد ما في هذه الفترة. وعلى رغم أن "البعد الرابع غائب في هذه الأفلام، التي تعتمد الديجيتال ومن ثم تركيب الصوت في اليونان أو أي مكان آخر، بحثاً عن تكاليف أقل، خصوصاً أن السينما لا تشكل مدخولاً جيداً لمنتجيها في الخليج كما الدراما التفزيونية"، يقول عبدالمحسن النمر، فإنه ومع مشكلات الصوت والتقنيات الأخرى التي قد تفقد الجمهور الكثير من لذة عالم السينما، يمكن هذه التجارب ك"شباب كوول" أن تشكل ظاهرة جيدة. وعلى رغم "الأكشن" والأداء المبالغ فيه والذي بدا مقصوداً في "شباب كوول"، فإن رومانسية الفيلم وتسليطه الضوء على شريحة الشباب في طرح جريء، كانا واضحين. كيف يفكر الشباب في الخليج، ما هي مصطلحاتهم، أولوياتهم، ملابسهم، أوقات فراغهم وسواها؟ كل ذلك كان لمدير التصوير فردان عبدالنبي دور في ابرازه في لقطات صاغها المخرج الشمري اهتمت ببلاغة الصورة اكثر من الحوار، مع الاشارة إلى بطلي الفيلم اللذين قاما بدوري ثائر وفارس. على أي حال، "شباب كوول" ليس افضل ما قد يقدم خليجياً ولم يخل من الهفوات الكثيرة، كما أن عبدالله االسلمان لن يكون الخليجي الوحيد الذي سيرتكز على الاكشن وصدام السيارات في أفلامه.