قررت الحكومة السودانية طرد مسؤولي منظمتي"انقاذ الطفولة"و"اوكسفام"البريطانيتين وامهلتهما 48 ساعة لمغادرة البلاد ووجهت انذاراً الى المنظمتين بعدما اتهمتهما بتجاوز العمل الانساني والقانون السوداني. وحملت وزارة الشؤون الانسانية بشدة على المنظمتين بسبب مواقفهما الاخيرة من الاوضاع في دارفور. واوضحت في بيان ان منظمة"انقاذ الطفولة"اتهمت السلطات بقصف المدنيين ومخيمات النازحين، فيما انتقدت منظمة"اوكسفام"قرار مجلس الامن الاخير عن دارفور، واعتبرته ضعيفاً لا يراعي الاوضاع في الاقليم. واعتبرت موقف المنظمتين"خرقاً واضحاً لقوانين العمل الطوعي في البلاد"، مؤكدة انها لن تسمح باستمرار مثل هذه التجاوزات. وقال وزير الدولة للشؤون الانسانية محمد يوسف عبدالله ان المنظمتين"تعتقدان ان عملهما سيطيل ازمة دارفور في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي الى اقرار السلام والاستقرار في الاقليم". واعترف بتدهور الاوضاع الامنية والانسانية في دارفور لكنه حمل المتمردين مسؤولية خرق وقف النار والهجوم على مواقع عدة مؤكداً حرص حكومته على معالجة الاوضاع. وأقر عبدالله بسحب بعض المنظمات الانسانية من دارفور عقب المواجهات الاخيرة وقال ان السلطات وجهت حكام ولايات الاقليم الثلاثة باعادة عمال الاغاثة الى المناطق الى كانوا يعملون فيها، واقر بنقص في الغذاء بلغ 30 في المئة بعد تدهور الاوضاع الامنية. الى ذلك اكد المكتب القيادي للحزب الحاكم برئاسة الرئيس عمر البشير امس، حرصه على استكمال عملية السلام في جنوب البلاد وغربها. واعرب الامين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم احمد عمر عن تفاؤله في ان تكون جولة المحادثات الجارية حالياً في نيافاشا بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"هي الاخيرة. واوضح ان المكتب القيادي لحزبه اكد حرصه على تماسك الحركة بقيادة جون قرنق بعدما راج عن خلافات في اوساطها، حرصاً على استكمال السلام مشيراً الى ان النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه قدم تقريراً الى الاجتماع، واكد ان اللجان الفنية المشتركة تعمل بجدية وانه سيتوجه الى كينيا للقاء قرنق في 6 كانون الثاني ديسمبر المقبل. وفي مدينة رومبيك في جنوب السودان، واصل أمس نحو مئة مسؤول في"الحركة الشعبية"إجتماعات لمناقشة خلافاتهم الداخلية واعادة اعمار هذه المنطقة التي اجتاحتها 21 سنة من الحرب. ويشارك جون قرنق زعيم الحركة، في الاجتماع الذي سيستمر حتى الاربعاء. وقال مسؤول في حركة التمرد طلب عدم كشف هويته لوكالة"فرانس برس"ان اعضاء الحركة سيعكفون خلال هذا الاجتماع على درس خلافاتهم الداخلية. واوضح ان"هناك خلافات متزايدة مع فريق كير"في اشارة الى الشخصية الثانية في الحركة سيلفا كير. واضاف:"يبدو انها ليست راضية عن الطريقة التي يقود بها قرنق مفاوضات السلام وبالطبع مناصرو قرنق يقاومون". وذكر انه"اضافة الى الانقسامات في الحركة ستتم ايضا مناقشة برنامج الحركة بعد اتفاق السلام". من جهة اخرى رفضت السلطات السودانية السماح لاثنين من المعارضين الليبيين الاسلاميين من دخول البلاد للمشاركة في"مؤتمر قومي اسلامي"يضم عشرات القيادات الاسلامية من دول عدة ما دفع منظميه الى نقله من الخرطوم الى بيروت، بعدما كان مقرراً ان يبدأ امس. وقال الامين العام لمجلس الصداقة الشعبية احمد عبدالرحمن في مؤتمر صحافي ان الخرطوم وافقت على مشاركة 190 عضواً من 192 مشاركاً لكن المنظمين حرصوا على حضور جميع اعضاء المؤتمر.