أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق اعادة فتح باب التسجيل عشرة ايام اخرى. فيما أعرب عدد من الأحزاب عن خشيته من اقبال ضعيف على صناديق الاقتراع. وأعلن الزعيم الكردي مسعود بارزاني انه مستعد لهذا الاستحقاق لكنه يفضل تأجيله ستة أشهر. وجاء في بيان المفوضية انه"نتيجة لطلب عدد متزايد من الاحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية العراقية، ومن اجل توفير فرصة اضافية للمرشحين المتنافسين في الانتخابات المقبلة قررت المفوضية تمديد فترة تصديق قوائم المرشحين عشرة ايام اضافية". واضاف البيان ان الموعد النهائي اصبح واستنادا الى هذا التمديد"نهاية الدوام الرسمي ليوم الاحد الموافق الخامس من الشهر المقبل للمحافظات. اما بالنسبة لبغداد فسيكون الرابع من مساء يوم الجمعة الموافق العاشر من الشهر نفسه". واكد البيان ان هذا التمديد"سيكون نهائيا ولن تقبل اي طلبات للتصديق بعده". وكانت المفوضية اعلنت ان 156 حزباً وكياناً سياسياً وشخصية مستقلة تمت المصادقة عليها. ويتوقع ان يرتفع العدد بموجب التمديد الأخير حيث حالت الظروف الأمنية في العديد من المدن العراقية التي تشهد اشتباكات مسلحة دون السماح بالعمل والتنقل بحرية كافية. البرزاني في غضون ذلك، قال زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ان حزبه مستعد لخوض الانتخابات في موعدها المقرر في كانون الثاني يناير المقبل لكنه يؤيد تأجيلها ستة أشهر اذا كان ذلك يضمن اجراء انتخابات أشمل واوسع. وقال بارزاني الذي يتزعم احد اكبر حزبين كرديين في العراق بعد اجتماع عقد الليلة الماضية في صلاح الدين على بعد 350 كيلومترا الى الشمال من بغداد مع أشرف قاضي مبعوث الاممالمتحدة"نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 30 كانون الثاني ولا نطالب بتأجيل موعدها". واضاف:"لكن اذا كان قد تبلور لدى القوى والاحزاب السياسية العراقية رأي آخر يذهب الى أن تأجيل الانتخابات لفترة ستة أشهر يمكن ان يؤدي الى ضمان اجراء انتخابات أشمل وأكمل فلن نعترض على التأجيل ونؤيده". ويزور المبعوث الدولي المنطقة للتعرف الى موقف الاحزاب الكردية من الانتخابات بعدما طالب عدد من الاحزاب العلمانية والسنية الاسبوع الماضي بتأجيلها ستة اشهر لضمان مشاركة أوسع وأكبر فيها. وعبر عدد من الشخصيات الكردية والبرلمانية خلال لقائهم المبعوث، عن تحفظهم عن الموعد المحدد لاجراء الانتخابات لسببين احدهما ان الطقس عادة ما يكون شديد البرودة في المنطقة الشمالية في هذه الفترة وغالباً ما يؤدي تساقط الثلوج فيها الى عزل بعض المدن الكردية مما قد يقف حائلا دون وصول بعض الناخبين الى مراكز الاقتراع. أما السبب الثاني فهو مطالبة كثيرين من الاكراد باستثناء مدينة كركوك من الانتخابات"لحين عودة جميع المرحلين اليها". وفي بغداد، أعرب عدد من الاحزاب العلمانية والاسلامية عن مخاوفه من ان تدفع الأوضاع الأمنية المتدهورة بالكثير من العراقيين الى الامتناع عن الادلاء بأصواتهم ما قد يؤثر في نجاح اول تجربة ديموقراطية في عراق ما بعد صدام حسين. وكانت فكرة تأجيل الانتخابات التي طالب بها 17 حزباً ومنظمة مدنية، اصطدمت برفض الحكومة العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمرجعيات الدينية الشيعية اضافة الى رفض الولاياتالمتحدة التي تحتل العراق. ويقول سعد عبدالرزاق الرجل الثاني في حركة تجمع الديموقراطيين المستقلين التي يرأسها عدنان الباجه جي ان"هناك حقيقة ثابتة لا يمكن تجاهلها وهي ان الوضع الأمني ليس الامثل لاجراء الانتخابات، وسيكون هناك كثيرون يتخوفون من الدخول الى مراكز الاقتراع". ويضيف ان"هناك شعورا عاما لدى كل القوى والاحزاب ان اجراء الانتخابات في موعدها المحدد سيكون عملية صعبة". ويرى عبدالرزاق الذي يشغل مقعدا في المجلس الوطني الانتقالي ان"التهديدات ما زالت قائمة وهناك عمليات مستمرة تقوم بها قوى ارهابية يمكنها ان تعرقل اجراء الانتخابات في موعدها المحدد". ويتابع:"كنا من اول الداعين الى اجراء الانتخابات في موعدها المحدد لكن الحالة الامنية فرضت نفسها". ويؤكد ان"تأجيل الانتخابات سيعطي، بالاضافة الى تحسين الاوضاع الامنية الوقت لاقناع بقية الاحزاب المترددة والتي اخذت مواقف سلبية من الدخول في العملية السياسية". من جانبه، تساءل فؤاد الراوي عضو المكتب السياسي للحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه محسن عبدالحميد"كيف يمكننا في ظل هذه الظروف الأمنية المتردية ضمان ذهاب المواطن العراقي الى مركز الاقتراع وهو مطمئن القلب الى انه سيدلي بصوته من دون خوف او توجس او خشية". وأضاف:"كيف يمكننا ان نؤكد ضرورة مشاركة العراقيين الموجودين في الخارج في الانتخابات في الوقت الذي لا نستطيع ان نوفر أجواء آمنة ومستقرة للعراقيين في الداخل لكي يدلوا بأصواتهم من دون خوف". وتابع:"انها مفارقة ومغالطة في الوقت ذاته". وأكد المسؤول الذي طالب حزبه بتأجيل الانتخابات لمدة ستة اشهر ان"التأجيل ليس موقفا متشنجا بل هو موقف عقلاني ينم عن الحرص والمسؤولية". وأضاف:"إذا كنا جادين في العمل على انجاح هذه الانتخابات فعلينا ان نعمل على تحسين الوضع الأمني واقناع الاحزاب المترددة في الدخول في العملية السياسية والقيام بحملة لشرح الامور للناس وإعلامهم بان خروج المحتل لا يمكن ان يتم الا عن طريق المشاركة في هذه الانتخابات". وخلص الراوي الى القول ان"ما نريده هو اجراء انتخابات حرة ونزيهة وديموقراطية وليس عملية قيصرية فيها منغصات واحتجاجات واشياء لا يحمد عقباها". ودعا الجناح السني المتشدد ممثلاً بهيئة علماء المسلمين صراحة الى مقاطعة الانتخابات احتجاجاً على الهجمات الاميركية الواسعة على معاقل السنة وخوفاً من فقدان السلطة واحتمال سيطرة الشيعة سياسياً. وطالبت الأحزاب المعتدلة الجمعة بتأجيل الانتخابات ستة اشهر بسبب سوء الأوضاع الأمنية ووجود ثغرات اجرائية. وأوضحت في بيان أقرته بالاجماع"ان اضطراب الوضع الأمني واشتداد النشاطات الارهابية فضلاً عن غياب التحضيرات الكاملة ادارياً وفنياً وسياسياً للانتخابات يتطلبان اعادة النظر بالتاريخ المعلن". لكن الحكومة العراقية الموقتة اكدت تصميمها على اجراء الانتخابات في موعدها. وقال الناطق باسمها ثائر النقيب في مؤتمر صحافي السبت ان"الحكومة مصممة على اجراء الانتخابات في موعدها، وتعمل جاهدة مع كل القوى لتجري الانتخابات في موعدها المحدد".