اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس عن تأجيل الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى لمدة شهر واحد بدلاً من ستة أشهر، فيما أعلنت رئاسة إقليم كردستان اتفاقها مع قوى المعارضة على إجراء الانتخابات التشريعية في تموز (يوليو) المقبل. وكان مجلس الوزراء قرر تأجيل الانتخابات في المحافظتين اللتين تقطنهما غالبية سنية لمدة ستة شهور لأسباب أمنية، لكن القرار جوبه برفض من غالبية القوى السياسية ودفع بكتلة «التيار الصدري» إلى مقاطعة اجتماعات الحكومة. وقال مسؤول اللجنة الأمنية للانتخابات الفريق أحمد الخفاجي في مؤتمر مشترك مع المفوضية العليا المستقلة امس: «بعد المداولات مع قادة الأجهزة الأمنية في محافظتي الأنبار ونينوى، قررنا تأجيل الانتخابات لمدة شهر واحد في المحافظتين». وأضاف أن «المطلوب في هذه الفترة بذل جهد أكبر لحماية الانتخابات في المحافظتين لأن لدينا معلومات دقيقة تفيد باحتمال حصول عمليات إرهابية خلال فترة الانتخابات»، وطالب الأجهزة الأمنية «بتفعيل الجهد الاستخباري والخروج من حالة الجمود للحد من نشاط الإرهاب الذي يسعى إلى التخريب». وقال مدير الدائرة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي خلال المؤتمر، إن «اقتراح تأجيل الانتخابات في الأنبار ونينوى إلى 18 أيار (مايو) المقبل جاء بعد زيارة وفد من المفوضية إلى نينوى ولقائه عدداً من قادة الأجهزة الأمنية». وأوضح الشريفي أن «القرار اتخذ على أساس مهني بعد التشاور مع اللجنة الأمنية العليا»، داعيا الأجهزة الأمنية إلى بذل أقصى الجهود لحماية المراكز الانتخابية والناخب العراقي». من جهة أخرى، اعتبر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي القرار «غريباً ومخالفاً للدستور ولرأي الغالبية»، واعرب في بيان عن «مخاوفه من مسار المرحلة الانتقالية والتحول الديموقراطي في العراق، لا سيما في ظل التوتر الحاصل». الى ذلك، أعلنت رئاسة إقليم كردستان، أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني اتفق مع قوى المعارضة الكردية الثلاث («التغيير» و «الاتحاد الإسلامي» و «الجماعة الإسلامية») والحزبين الرئيسين (الديموقراطي والاتحاد الوطني) على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها تموز (يوليو) المقبل. وجاء ذلك في بيان لرئاسة الإقليم صدر بعد اجتماع جمع بارزاني مع أعضاء اللجنة العليا لتحديد موقف الإقليم بخصوص المشاكل بين بغداد وأربيل، وأشار إلى أن الاجتماع «جرى في أجواء إيجابية وناقش الوضع السياسي الداخلي لإقليم كردستان وورقة أطراف المعارضة الكردية». وقال البيان إن «الاجتماع خرج بثلاث نقاط، وهي إجراء انتخابات الإقليم في موعدها، وان ينشر القرار المرقم 2 لبرلمان كردستان في جريدة وقائع كردستان، وان يجيب بشكل رسمي المكتبان السياسيان للحزبين الرئيسين (الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني) على رسالة قوى المعارضة التي ارسلتها لهم في 24 شباط (فبراير) الماضي بخصوص الإصلاحات في حكومة الإقليم». وأجريت انتخابات برلمان كردستان للدورة الحالية في 25 تموز (يوليو) 2009 وتنتهي الدورة البرلمانية الحالية في بداية ايلول (سبتمبر) المقبل.