حسمت "كتائب شهداء الاقصى" المنبثقة عن حركة "فتح" أمرها واعلنت دعمها مرشح الحركة، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس الذي اظهر استطلاع للرأي تقدمه على باقي المرشحين في الانتخابات الرئاسية. ووصل ابو مازن والوفد المرافق له مساء امس الى عمان قادماً من القاهرة حيث اعلن تمسكه بالثوابت الوطنية ورفضه الحلول الموقتة، مضيفا انه سيعمل من اجل انهاء فوضى السلاح والابقاء على "سلاح شرعي واحد". وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان وفد السلطة الذي سيزور دمشق الاثنين المقبل سيطالب بممتلكات ل "فتح" كانت استولت عليها حركة "فتح - الانتفاضة". راجع ص 5 وحصل وفد الترويكا الفلسطيني الذي ضم ابو مازن ورئيس الحكومة احمد قريع والرئيس الموقت للسلطة روحي فتوح، على دعم مصري للانتخابات وعملية الحوار عبر عنه الرئيس حسني مبارك عندما قال ان مصر "ستظل تدعم الشعب الفلسطيني وقضيته". كما اعلن الناطق باسم رئاسة الجمهورية ماجد عبد الفتاح "استعداد مصر لتقديم مساعدات" للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية. وناقش الجانبان زيارة الوفد المصري الذي يضم وزير الخارجية احمد ابو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان الى اسرائيل بعد غد، وقال عبد الفتاح ان الوفد سيطالب بتنفيذ "خريطة الطريق"، وتحسين اوضاع الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، واتاحة الفرصة للمرشحين في الانتخابات لحرية الحركة، ومشاركة المقدسيين في العملية الانتخابية، وبدء محادثات سياسية جادة. وعلمت "الحياة" من مصادر سياسية ان الوفد الفلسطيني شكا بشدة خلال زيارته الجامعة العربية، من تأخر الدعم المالي العربي الذي تعهدت به القمم العربية الاخيرة وبلغ بليون دولار، مشيرة الى ان السلطة قالت انها ستحتاج الى هذا الدعم لتنفيذ الخطوات اللازمة لضبط الوضع في الساحة الفلسطينية. وفي هذا الصدد، دعا المبعوث الخاص بلامين العام للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن عقب لقائه مبارك، الى دعم السلطة لاجراء الانتخابات في موعدها، مشيراً الى ان السلطة تحتاج الى 650 مليون دولار بحلول حزيران يونيو المقبل، وان الدول المانحة ستجتمع في اوسلو الشهر المقبل لتعمل على جمع جزء من هذا المبلغ. ومن المقرر ان يلتقي ابو مازن في عمان اليوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ورئيس وزرائه فيصل الفايز، قبل ان يعود الى الاراضي المحتلة للقاء وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. ويتوجه ابو مازن في السادس من الشهر المقبل الى دمشق حيث يجري محادثات مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع تتناول العملية السياسية والانتخابات. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان المحادثات ستتناول ايضاً "تنسيق المواقف وحل بعض الامور العالقة بين فتح ودمشق، بما في ذلك بعض المملتلكات العائدة الى فتح والتي اخذتها فتح-الانتفاضة بعد انشقاق العام 1983". ويعود ابو مازن من جولة التنسيق مع دول الجوار ليجد نفسه امام مجموعة جديدة من المرشحين للانتخابات، اذ قال رئيس "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي انه سيعلن ترشيحه للانتخابات اليوم، في حين اعلنت الصحافية في وكالة "فرانس برس" ماجدة البطش في مؤتمر صحافي ترشيح نفسها، لتكون بذلك اول سيدة مرشحة للانتخابات. الا ان حظوظ ابو مازن في الفوز بالانتخابات تبقى الاكبر بين المرشحين، كما اظهر استطلاع للرأي، خصوصا بعد "الدعم الكامل" له الذي تعهدت به "كتائب الاقصى"، وايضاً دعم امين سر حركة "فتح" في الضفة مروان البرغوثي الذي نقل عنه رئيس الحركة العربية للتغيير الدكتور احمد الطيبي قوله في لقاء طويل جمعهما في سجنه في بئر السبع، ان "فوز ابو مازن بالانتخابات يجب ان يكون ساحقاً لكي يكون قوياً امام اسرائيل والاميركان".