شهد تشرين الثاني نوفمبر الجاري ثاني أكبر عدد شهري للقتلى في صفوف القوات الأميركية في العراق منذ غزوه في آذار مارس 2003، في وقت تستعد وزارة الدفاع الأميركية لارتفاع وتيرة العنف قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 30 كانون الثاني يناير المقبل. وتفيد احصاءات وزارة الدفاع الاميركية بأن 109 جنود أميركيين على الأقل قتلوا في العراق هذا الشهر وسقط قرابة نصفهم خلال الهجوم على الفلوجة الذي بدأ في الثامن من الشهر الجاري. وفي الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، لم يسقط من القتلى الأميركيين في شهر واحد ما يزيد على هذا العدد سوى في نيسان ابريل الماضي الذي شهد مقتل 135 منهم. وكشفت احصاءات وزارة الدفاع التي أعلنتها ليل أول من أمس، مقتل 1230 جندياً أميركياً في الحرب على العراق. كما أظهرت أن أكثر من 9300 جندي أميركي أصيبوا في العمليات القتالية بينهم أكثر من خمسة آلاف كانت جروحهم من الخطورة الى حد منعهم من العودة الى الخدمة العسكرية. ولمح مسؤولو وزارة الدفاع الى احتمال خفض عدد الجنود الأميركيين في حال سير الانتخابات على ما يرام واذا أثبتت قوات الأمن العراقية قدرتها على السيطرة على الموقف، لكن هؤلاء المسؤولين حذروا من توقع أي انخفاض في مستوى العنف في المستقبل القريب. وأوضح اللفتنانت - جنرال لانس سميث من القوات الجوية وهو الرجل الثاني في القيادة المركزية المسؤولة عن عمليات الجيش الأميركي في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى:"مصممون على محاولة توفير الامن والاستقرار الى حد كاف لاجراء انتخابات عامة في كانون الثاني المقبل. لن أدعي الآن أن هذا لا يمثل تحدياً في المرحلة الحالية". وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد للصحافيين:"لا شك في أن الهجمات ستستمر خلال الاسابيع والشهور المقبلة بل ولعلها ستشتد مع اقتراب الانتخابات العراقية. أفترض أنه لا بد من توقع هذا". وتظهر استطلاعات الرأي استعداد الرأي العام الأميركي لتقبل استمرار تكبد القوات الأميركية خسائر بشرية في العراق. ورأى محلل شؤون الدفاع في معهد لكسنغتون دانييل غور:"أعتقد صراحة أن المشكلة الاكبر ستكون داخل صفوف الجيش نفسه... خصوصاً الأسر"، مشيراً الى الضغوط التي يسببها تزايد القتلى والجرحى وطول فترات الانتشار واعادة وحدات الى العراق بعد فترة قصيرة من اعادتها لوطنها. وأضاف:"نحاول حالياً اعادة فرض سيطرتنا"بعدما كانت وزارة الدفاع غير مستعدة في شكل كاف في بادئ الأمر لمحاربة التمرد الذي نشأ بعد اطاحة نظام صدام. وتابع غور:"بعد قول ذلك لا بد من أن ندرك أن إراقة الدماء ستستمر الى حد ما والسبب الرئيسي لذلك هو أن الجانب الاخر مستعد لإراقة الدماء". وكان للفلوجة دور رئيسي في حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها القوات الاميركية في الشهرين اللذين شهدا ارتفاع هذه الخسائر. وحل تشرين الثاني الجاري باعتباره ثاني أكثر الشهور دموية في الحرب بالنسبة للاميركيين محل الشهر نفسه من العام الماضي عندما قتل 82 جندياً أميركياً.