تراجعت السياحة الدينية في مدينة سامراء 120 كلم شمال بغداد بشكل ملحوظ بسبب تردي الوضع الأمني الناجم عن المواجهات بين مسلحين داخل المدينة والقوات الاميركية. وقالت مصادر اقتصادية محلية أن السياحة الدينية التي كانت تشكل عصب الحياة في هذه المدينة الدينية والأثرية أُصيبت بنكسة نتيجة الاحداث. والمعروف أن وجود مرقدين لإمامين من آل البيت يكسب سامراء أهمية خاصة بالنسبة الى الطائفة الشيعية في العراق والعالمين الإسلامي والعربي لا سيما إيران وباكستان والهند وأفغانستان. وكانت المدينة مقصداً لأعداد كبيرة من السياح قبل الحرب الأخيرة، وشهدت إقبالاً ملحوظاً من قبل الزوار الإيرانيين الذين يقصدون مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بعد زيارة مرقدي الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد في مدينة الكاظمية شمال بغداد. وبدأت بوادر التراجع في السياحة الدينية في العراق عموماً بعد حادثة إغتيال المرجع الديني محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في مدينة النجف بسيارة مفخخة. ويقول المواطن علي عبدالواحد: "زرت سامراء قادماً إليها من تكريت فوجدتها خالية من أي زائر، وكانت في وضع يرثى له، وهذه المرة الأولى التي أجد المدينة على هذه الحال، فقد اسهمت الحرب الأخيرة بشكل واضح في تردي اوضاعها وتراجع السياحة الدينية. ولم تفلح الشرطة العراقية في توفير الأمن للمواطنين". ويؤكد المواطن أبو أيهم السامرائي: "إنقطع الناس عن زيارة مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بسبب الوضع الأمني المتردي في المدينة فضلاً عن إغلاق الجسر الذي يربط جانبي المدينة ما ساهم الى حد بعيد في إنحسار حركة الزوار". ويضيف قائلاً: "إن تراجع السياحة الدينية أثر في الحياة الاقتصادية، إذ أنها تشكل عصب الحياة في المدينة ما إنعكس سلباً على معظم المواطنين خصوصاً على مستوى الخدمات التي تراجعت بشكل ملحوظ".