سادت أجواء من القلق مدينة سامراء اثر تفجير انتحاري استهدف زواراً شيعة قدموا من جنوب العراق لزيارة مرقد الإمامين العسكريين في المدينة. وقال مصدر امني من شرطة بلدة القلعة، التابعة لمدينة سامراء، في اتصال مع «الحياة» امس إن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه في مكان تجمع زوار شيعة، غالبيتهم من النساء والأطفال، ومعظمهم من أهالي محافظتي واسط وذي قار قبل مغادرتهم المدينة باتجاه بغداد ما أدى إلى مقتل 27 من الزوار على الأقل وجرح 25 آخرين». وأفاد المصدر أن الحادث وقع في منطقة «البزغية» قرب بلدة «القلعة»، وهي مكان تجمع سيارات لم تتمكن من دخول سامراء بسبب الزخم المروري خلال المناسبات الدينية، وتقوم سيارات تابعة للقوى الأمنية بنقل الزوار إلى مرقد الإمامين داخل سامراء وإعادتهم إلى هذه المنطقة للمغادرة». والهجوم هو الثاني من نوعه خلال أسبوع يحيي فيه عشرات الآلاف من الشيعة مناسبة وفاة الإمام علي الهادي في سامراء وسط إجراءات أمنية مشددة. وكانت سيارة مفخخة استهدفت حافلة تقل زواراً الخميس قرب المدينة، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم. وكانت عملية تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء العام 2006 أدت إلى اندلاع «حرب طائفية» في العراق استمرت نحو عامين وخلفت آلاف القتلى والجرحى والمهجرين. وأكد المصدر الأمني أن سامراء باتت منذ إكمال إعمار مرقد الإمامين تستقبل زيارات مليونية من مدن عراقية مختلفة ومن دول أخرى، وأن هذا الحادث محاولة من تنظيم «القاعدة» لإعادة عزل المدينة وتفجير الاحتقانات الطائفية. وقطعت القوات الأمنية الطرق قرب مكان الحادث وقال شهود إن حالة من التوتر والفوضى سادت المكان خصوصاً بعد اكتشاف أن العدد الأكبر من القتلى والجرحى هم من النساء والأطفال. وكانت سامراء واجهت أوضاعاً اقتصادية صعبة إبان تفجير مرقدي الإمامين حيث يوفر الزائرون إلى المرقد دخلاً ثابتاً لأبناء المدينة. وقال الشيخ حمدان البازي من وجهاء سامراء إن أية محاولة لضرب استقرار المدينة أو استهداف زوارها وضيوفها تمثل استهدافاً مباشراً لأهالي سامراء. وأكد البازي أن «أبناء المدينة من قوات أمنية وعشائر تمكنت من دحر تنظيم القاعدة ونجحت في تأمين سامراء أمام حركة الزوار القادمين من الجنوب وأن الهجوم الأخير لن يكون عقبة أمام استعادة المدينة دورها في حماية مرقد الإمامين وزوارهما».