يمتاز السمك العراقي بطريقة طهوه التي أكسبته شهرة ذائعة، وهو تراث عريق تطور على إمتداد آلاف السنين بفضل أنواعه المختلفة التي تعج بها أنهاره وبحيراته. ويتغير طعمه تبعاً لمصدر المياه التي يسبح فيها سواء الفرات أو دجلة. ويرى خبراء الثروة الحيوانية أن صيد السمك بين نيسان أبريل وحزيران يونيو يشكل إساءة كبيرة للثروة السمكية لأن موسم التكاثر يكون خلال هذه الأشهر. وإذا كانت الخلطة المرافقة للسمك المشوي المسكوف مكونة من الخل وزيت الذرة والهيل والملح والثوم وعصير الرمان، فإن هناك أيضاً "سر المهنة" لكل من يمارس هذه الحرفة بل حتى عند ربات البيوت العراقيات. وليس هذا فحسب، بل أن نوع الفحم المستخدم الحطب الذي يعتمد على نوع الأشجار المستخدمة كوقود يؤثر هو الآخر في جعل المسكوف ذا مذاق خاص. ويتفق أصحاب مهنة المسكوف والصيادون أن يعقوب الكرخي كان أول من أوجد طريقة السكف المعتمدة حالياً منذ أكثر من 700 عام. وهي طريقة تتلخص في وضع السمكة معلقة من عمودها الفقري على وتد خشبي يقابلها وتد أمامي على مقربة من النار. وإقترن إسم شارع ابي نؤاس المطل على نهر دجلة بالمسكوف العراقي، وكان أكثر السياح الذين يرغبون بالسمك المسكوف هم من الروس والالمان. ولم يترك شعراء العراق ومطربوه السمكة على حالها بل أنشدوا قائلين: "يا صياد السمك صيدلي بنية". والبني كما البز والكطان والشبوط انواع عريقة من السمك العراقي الذي نما منذ سنين في أحواض دجلة والفرات، وبين سدود المياه في سامراء والكوت وحديثة وعلي الغربي والقرنة والفاو.