بدأ شارع أبو نواس أو (شارع السمر) كما يسميه البغداديون يستعيد زبائنه مجدداً بعد غياب دام سنوات حيث انتشرت مطاعم السمك المسكوف على الطريقة البغدادية بمحاذاة نهر دجلة حتى بات المكان ملاذاً لإقامة سهرات ليلية تمتد الى ما بعد منتصف الليل. يقول ابو محمود صاحب مطعم للسمك ان «غالبية الاسماك التي تستهلكها المطاعم من اسماك الاحواض، اذ إن الزبائن يفضلون اختيار السمكة التي يرغبون بتناولها وهي تسبح في حوض الاسماك ولا يفضلون أسماك النهر كونها تباع ميتة فضلاً عن ان اسعارها مرتفعة قياساً بأسماك الأحواض». ويضيف ان «الزبائن يختارون أسماكهم من الحوض ونتكفل نحن بطهوها على الخشب على نار هادئة، حيث تحتاج السمكة الواحدة الى حوالى ساعة واحدة كي تنضج». وفي شأن الاخشاب المستخدمة في انضاج السمك المسكوف يقول ابو محمود ان «العاملين في هذا المجال يفضلون أخشاب الرمان والمشمش والعرموط لنكهتها الرائعة التي تظهر لاحقاً في طعم السمكة. اما ابو اسعد الذي حضر الى احد مطاعم ابو نواس برفقة عائلته فقال انه «يحضر الى المكان كل يوم جمعة طلباً للتغيير بعد اسبوع عمل طويل. ويضيف: «نستعد ليومنا منذ الصباح ونتهيأ للخروج بعد منتصف النهار الى أحد المطاعم ثم نقضي بعدها اليوم خارج المنزل ونعود بعد منتصف الليل». وعلى رغم ان المطاعم تفتح ابوابها قبل منتصف النهار، الا ان حركة الزبائن تزداد في شكل كبير بعد الثانية ظهراً لا سيما الجمعة والسبت.