بدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس زيارة تاريخية لليبيا تكرّس طي ملفات الخلاف بين البلدين. وهو زار بعد وصوله الى طرابلس ثكنة باب العزيزية الذي قصفته الطائرات الأميركية في الثمانينات، ووقع دفتر الزوار، والى جانبه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. راجع ص6 ولاحظت "الحياة" ان لوحات انتشرت في أنحاء طرابلس وفي باب العزيزية تحمل أعلاماً فرنسية وليبية وتقارن بين "أول جمهورية" و"أول جماهيرية". كذلك ارتفعت يافطات تشبّه الثورة الفرنسية العام 1789 بثورة "الفاتح". ومساءً أجرى القذافي وشيراك محادثات موسعة تناولت العلاقات الثنائية، قبل لقاء منفرد بينهما. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شيراك أعرب في المحادثات الموسعة عن أمله بأن تكون الزيارة فرصة للتطلع الى علاقات ثقة بين فرنسا وليبيا و"أوسع من ذلك بين أوروبا وليبيا، لأن هذه العلاقة مهمة للاستقرار" في منطقة المتوسط. ونقل عن القذافي قوله انه مسرور "للقاء صديق"، ملاحظاً ان ملفات الخلاف بين البلدين سوّيت. وشكر فرنسا على ما قامت به في العراق وتعاملها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. أما شيراك فقال انه ينبغي الاستفادة من التطور الثنائي ل"تجديد العلاقات". وقال ان العلاقات ينبغي ان ترتكز على ثلاثة محاور: الأول ان يكون هناك حوار شراكة سياسي منتظم يتناول المواضيع المتوسطية والعربية والافريقة والمغاربية، معرباً ان رغبته في توسيع الحوار السياسي الى مسائل الأمن والدفاع ومكافحة الارهاب والهجرة غير المشروعة. المحور الثاني اقتصادي وطالب فيه شيراك بتطوير العلاقة في مجال النفط والطاقة والطيران حيث هناك عرض من "ايرباص" لليبيا... وتدخل رئيس الوزراء شكري غانم ووزير الخارجية عبدالرحمن شلقم وقدما عرضاً للمحادثات الجارية مع الشركات الفرنسية. أما المحور الثالث فكان الثقافة وتوسيع التعاون في مجال السياحة والآثار. وأعرب القذافي عن رغبة ليبيا في التقدم في كل هذه المجالات، وقال ان ليبيا التي تخلت عن اسلحة الدمار الشامل ترغب في الحصول على تكنولوجيا تمكنها من استخدام برامجها في الصناعة المدنية.