أكد أمس ممثل مجموعة العائلات ذوي ضحايا تفجير الطائرة الفرنسية "يوتا" فوق صحراء النيجر غيوم دوسان مارك ل"الحياة" ان المسؤولين الليبيين في مؤسسة القذافي التي يرأسها سيف الاسلام، نجل الرئيس الليبي، اتصلوا به بعد ظهر السبت ليدعوا العائلات وممثلهم للتوجه الى ليبيا اليوم. وقال دوسان مارك ل"الحياة" انه رحب بهذه الدعوة وانه بدوره دعا ممثلي السلطات الليبية للحضور الى باريس بدلاً من أن تتوجه العائلات الى طرابلس، مؤكداً انه لا يعارض التوجه الى ليبيا "لكن من الأفضل أن يأتوا هم". وقال انه كان ينتظر أمس رداً من الليبيين. وكشف دوسان مارك ل"الحياة" ان الاتصال جاء من صالح عبدالسلام، أمين مؤسسة القذافي، وشخص آخر غير ليبي يقوم بدور الوسيط ويعتبر صديقاً قريباً من سيف الاسلام، لكنه رفض الافصاح عن اسمه او جنسيته. وكانت مصادر فرنسية مطلعة كشفت ل"الحياة" ان سيف الاسلام يتمنى التوصل الى حل للمشكلة مع فرنسا، وقالت ان جزءاً من الأموال المطلوبة كان متوفراً لديه وليس كلها، مشيرة الى ان وزير الخارجية عبدالرحمن شلقم اعترض مسيرة سيف الاسلام. وقبل رفع العقوبات الدولية عن ليبيا، كان شلقم "يعارض بعنف" أي ترتيب مع فرنسا عن طريق سيف الاسلام وذهب الى حد التهديد بالاستقالة. وكشفت المصادر الفرنسية ان سيف الاسلام كان يريد منذ فترة التوجه الى فرنسا إلا ان طائرته لم تعطَ اذناً للاقلاع من المطار الليبي. وقالت ان الخلاف بين شلقم وابن القذافي "خلاف حقيقي" ولكن العقيد القذافي هو الذي يقرر ويترك أوساطه تختلف. الى ذلك لفتت المصادر الى ان التحذير الذي وجهه الرئيس جاك شيراك، خلال مؤتمره الصحافي في الرباط، ينبغي أن يؤخذ بجدية لأن شيراك الذي بذل الكثير في البداية لحل المشكلة القضائية بين فرنسا وليبيا عازم على دعم العائلات المتضررة من تفجير "يوتا"، لذلك فإن كلامه على "النتائج المحتملة على علاقات الدولتين في حال لم يلتزم الرئيس الليبي تعهده" رسالة الى القذافي بأنه لا يمكن أن يعتمد على دعم فرنسا في أي منبر دولي واوروبي إذا لم يحل المشكلة العالقة مع عائلات الضحايا، وأن لقاء القمة الذي سيجمعه في تونس في 5 كانون الأول ديسمبر بالقذافي في اطار اجتماع دول "5"5" سيتأثر أساساً بهذا الموضوع.