أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه اذا لم تلتزم ليبيا تعهداتها لعائلات ذوي ضحايا تفجير طائرة "يوتا" فستكون لذلك نتائج على العلاقات بين البلدين. وكان متوقعاً ان يتسلّم الجانب الفرنسي امس رداً من "مؤسسة القذافي" على مطالب عائلات الضحايا. ورد شيراك، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته للمغرب امس، على سؤال وجهته "الحياة" عما اذا كانت ليبيا نفّذت وعدها بدفع المزيد من التعويضات، فقال: "الليلة ليلة امس هي المهلة المحددة لتنفيذ ليبيا التزاماتها، لا اريد استباق الامور لكن ما يمكن تأكيده اننا تحادثنا مع السلطات الليبية وهي قدمت التزاماً من الرئيس الليبي معمر القذافي وهو اكد لي هذا الالتزام خلال اتصالين هاتفيين، كما كان هناك التزام مباشر من مؤسسة القذافي التي يترأسها سيف الاسلام وقد قدمه الى عائلات الضحايا". واضاف: "لا أريد التصور بأن الطرف الليبي لن يلتزم تعهداته فهذا ليس من طبيعة العلاقات التي تربطنا مع ليبيا. واذا لم يتم ذلك فستكون له نتائج على العلاقات بين البلدين". من جهة اخرى قال شيراك ان قضية الصحراء الغربية تشكل "نقطة اختلاف في الرأي" بين فرنسا والجزائر، واضاف انه "لا يمكن فرض اي تسوية ضد رغبة اي من الاطراف". واوضح انه بحث في هذه المسالة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. واعرب عن اسفه ل "عجز" الاسرة الدولية عن دفع عملية السلام في الشرق الاوسط مشدداً على ان "الدور المحرك" في هذا المجال يبقى للولايات المتحدة "وهنا تكمن المشكلة الى حد ما" على حد قوله. وفيما فسّرت الاوساط الفرنسية المعنية تصريحات شيراك بأنها سعت الى حض الرئيس الليبي على التحرك، الا انها عبّرت عن استياء شديد لتأخر طرابلس في اعطاء الرد وايضاً للانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم لنظيره الفرنسي دو فيلبان. وقالت انه "موقف لا يليق بوزير مسؤول". وكان ممثل عائلات الضحايا، غيوم دو سان مارك قال ل"الحياة": "لم تتوصل ليبيا بعد الى اتفاق مع العائلات الفرنسية بشأن المبلغ الذي ستدفعه ولا بشأن مواعيد دفع الاقساط المالية، على رغم ان الفترة المحددة شارفت مساء امس السبت على نهايتها". وتطالب العائلات الفرنسية ليبيا بدفع مبلغ اضافي الى التعويضات اسوة بما حصلت عليه العائلات الاميركية والبريطانية ذوي ضحايا تفجير "لوكربي". وقال دوسان مارك انه حتى بعد ظهر امس لم تكن مؤسسة القذافي استجابت للمطلب الفرنسي كما وعدت قبل رفع العقوبات الدولية عنها. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ل"الحياة" ان ليبيا "تخطئ التقدير اذا اعتقدت ان العلاقات الثنائية وعلاقاتها مع الاتحاد الاوروبي يمكن ان تبقى طبيعية اذا لم تستجب لمطالب العائلات". وقال سان مارك ان تجمع العائلات في فرنسا بات يضم 900 شخص من 125 عائلة تنتمي الى 17 جنسية، مشيراً الى انها تطالب بمبالغ تعويضات منصفة. و"ان لم تستجب ليبيا لهذا المطلب فإن قوة ضغطهم على حكوماتهم المختلفة ينبغي ان تأخذها السلطات الليبية في الاعتبار، اما في ما يتعلق بفرنسا فالحكومة مؤيدة كلياً لموقف العائلات". وقالت اوساط فرنسية مسؤولة ل"الحياة" ان الرئيس القذافي تعهد للرئيس شيراك بأنه سيحلّ المشكلة وينهي الملف بإنصاف العائلات الا ان دخول وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم على الخط راح يعرقل مسيرة التفاهم التي كان بدأها سيف الاسلام القذافي ومؤسسته. وتقول مصادر ان الانقسامات بين الاوساط المحاطة بالقذافي تُعوّق التوصل الى الحل. واشارت هذه المصادر الى موعد قمة دول 5"5 في تونس وهو الخامس من كانون الاول ديسمبر المقبل، اذ سيشارك شيراك فيها ومن المتوقع ان يلتقي القذافي. لكن الاوساط المطلعة تمنت ان يكون الملف قد أقفل قبل ذلك الحين والا فإن العلاقة الثنائية ستتأثر".