رفضت اسرائيل امس اقتراحاً فلسطينياًَ جديداً بجعل وقف النار بينها وبين الفلسطينيين مستمراً، وذلك بعد ساعات على طمأنة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون وزراءه الى وجهات نظر ومواقف ادارة الرئيس جورج بوش من الجدار الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية وضرورة "تفكيك البنى التحتية للمنظمات الارهابية" متطابقة مع مواقفه. راجع ص 4 و5 وقدم الاقتراح وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الى وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أثناء لقائهما في القدس أمس، وهو يقضي بأن تصبح الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية لمدة ثلاثة أشهر "متواصلة وثابتة" في مقابل أن تكف إسرائيل عن مطالبتها السلطة الفلسطينية بضرب البنى التحتية العسكرية لهذه الفصائل. وقال شالوم في ختام الاجتماع انه أوضح لنظيره الفلسطيني أن هذا الاقتراح يتعارض والالتزام الفلسطيني في "خريطة الطريق" الدولية "تفكيك قواعد الإرهاب"، وان إسرائيل تصرّ على موقفها بأنه لن يكون ممكناً الانتقال إلى المرحلة المقبلة من تطبيق "الخريطة" قبل ان ينفذ الفلسطينيين هذا الالتزام، زاعماً أن الفصائل تستغل الهدنة لاستعادة عافيتها وحفر الأنفاق وتهريب الأسلحة وتطوير قذائف "القسام". وقال شالوم في حديث اذاعي إن شعث طلب الافراج عن أسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاقات أوسلو، وانه رد عليه بتأكيد المعايير التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في شأن اطلاق الأسرى، مكرراً أنه لن يطلق سراح "قتلة" أو أسرى من عرب الداخل وفلسطينيي القدسالمحتلة، واضاف ان إسرائيل لا تزال على موقفها الرافض رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واعتبر ان الفلسطينيين يعارضون إقامة الجدار الفاصل لأنه "يحول دون اللجوء مجدداً إلى الإرهاب"! ورأت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان من شأن الاقتراح الفلسطيني "الجديد والمفاجئ" في شأن "الهدنة الدائمة" أن يحدث شقوقاً في الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل في هذه المسألة، وان الولاياتالمتحدة قد تعتبر الاقتراح تحولاً جدياً في الموقف الفلسطيني "جديراً بالدرس والاهتمام". شارون يسخر وسخر شارون خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته امس من عناوين الصحف العبرية التي تناولت ما وصفته ب"تراجع" واشنطن عن موقفها الذي يشترط لتقدم مسيرة التفاوض الإسرائيلية - الفلسطينية ان تقمع السلطة الفلسطينية فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، كما قلل من أهمية الخلاف بين الحليفتين حول مسار الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية. وقال لوزراء حكومته إن مسألة الجدار لم تطغ على محادثاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن، وان لا داعي للقلق، وان هناك تفهماً للموقف الإسرائيل. واعتبر شارون زيارته "ناجحة للغاية"، وقال إن الإدارة الأميركية تشاطر تل أبيب رأيها في وجوب أن يفي الفلسطينيون التزاماتهم في "خريطة الطريق"، وفي مقدمها "محاربة البنى التحتية للإرهاب".