أكد الحزب التقدمي الاشتراكي ان "الاستقلال الحقيقي لا يمكن ان يقوم مع منطق الانقلاب على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والتضييق على الحريات والذي كانت احدى ابرز محطاته في التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود وتشكيل حكومة احادية التوجه محدودة التمثيل وفاقدة للشرعية الشعبية والسياسية لا تمثل سوى مصالح قلة من الموالين والمنتفعين وتناقض روحية العيش المشترك بين اللبنانيين". ورأى ان "الاستقلال لا يمكن ان يستقيم مع استباحة الحياة السياسية من جانب الاجهزة الامنية المتعددة التي تتقمص ادواراً سياسية في الحكومة الجديدة كما في التحضير لانقلاب آخر على النظام الديموقراطي عبر تزوير الارادة الشعبية في الانتخابات المقبلة والمجيء بمجلس نيابي مطواع ومحاصرة قوى الاعتراض والنواب الاحرار الذين تصدوا لمحاولة عسكرة النظام وضرب التنوع السياسي في لبنان". واعتبر الحزب في بيان ان "تجديد روح الاستقلال تكون عبر توافق اللبنانيين على طي صفحة الماضي وتعميق المصالحة الوطنية والتفاهم العميق حول الخيارات الوطنية كافة والتي كانت الاساس المتين في تحقيق اهم انجازاتهم الذي تمثل في تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي واستمرار العمل لاستكمال تحرير الاسرى وما تبقى من ارض محتلة". ورأى ان "المضمون الاستقلالي الجديد الذي يلبي طموحات اللبنانيين، لا يقوم مع استمرار الخلل الكبير في العلاقات اللبنانية - السورية والذي بات يسيء الى العلاقة بين البلدين وقدرتهما على مواجهة التحديات ويخضع جميع المستويات والمضامين الاستراتيجية لهذه العلاقة لحسابات نفعية وأمنية مجتزأة تمس بكل عناصر استقلالية القرار اللبناني وعمل المؤسسات الدستورية والقضائية والخدماتية". ودعا اللبنانيين الى تمتين وحدتهم الداخلية التي تشكل الاساس لاستقلال ناجز وقرار وطني مستقل وبناء دولة عادلة مستقرة غير مرتهنة لأية تغييرات اقليمية. الى ذلك، تنطلق ظهر اليوم تظاهرة نحو منطقة المتحف الوطني في بيروت في مناسبة ذكرى الاستقلال. وفي هذا الاطار عقدت امانة سر "لقاء قرنة شهوان" اجتماعاً أمس في مكتب عضو اللقاء جبران تويني حضره النائب انطوان غانم والنائب السابق كميل زيادة وسمير فرنجية وسمير عبدالملك وشكيب قرطباوي وإدي ابي اللمع وفريد الخازن. وركز المجتمعون على "حق الناس في التظاهر وهو حق كفله الدستور اللبناني". وأكدوا المساواة بين اللبنانيين، معتبرين أن شعار الاستقلال لا يقل شأناً عن شعار دعم المقاومة اللبنانية. وحذر المجتمعون من "المسّ بالطلاب الذين سيتظاهرون في ذكرى الاستقلال وحمّلوا الحكومة وتحديداً وزيري الداخلية سليمان فرنجية والعدل عدنان عضوم أي نتائج مترتبة عن التعرض للطلاب أو المساس بهم. ودعت المنظمات الطلابية في "التيار الوطني الحر" التابع للعماد ميشال عون و"القوات اللبنانية" وحزب الوطنيين الأحرار و"القاعدة الطلابية الكتائبية" الى المشاركة في التظاهرة التي تنطلق نحو منطقة المتحف في بيروت ظهر اليوم. وأكد رئيس منظمة الطلاب الأحرار إىلي شمعون في بيان عن سلمية التظاهرة قائلاً: "إنها تندرج في اطار العمل من أجل ان يبقى لبنان بلداً ديموقراطياً، تصان فيه حقوق الانسان والمواطن". وقال أن المنظمات الطلابية تقدمت بعلم وخبر الى وزارة الداخلية عن التظاهرة. ودعا قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني السلطة الى احترام حق التعبير لا منعه واجازة التظاهر السلمي وفق الدستور. وأضاف في بيان: "على السلطة ألاّ تلجأ الى القمع كما فعلت في مرات سابقة وبمعزل عن مواقف القوى الراغبة في التعبير، وبمعزل عن مدى خلافنا أو اتفاقنا مع هذه المواقف". وفي المقابل، صدر عن منظمة الشباب التقدمي وطلاب حركة اليسار الديموقراطي بيان دعا التيارات الطالبية كافة الى المشاركة في اعتصام "لإبقاء شعلة الاستقلال" امام السرايا الحكومية ظهر اليوم. وأشار بيان عن الجانبين الى ان البلاد تشهد مزيداً من التبعية ومصادرة الحريات وانتهاك الدستور واتفاق الطائف.