بيروت - "الحياة" - يحدد وزير الداخلية الياس المر اليوم مصير تظاهرتين، الاولى للمعارضة تحت شعار "الدفاع عن الحريات ولا سيما حرية الاعلام"، والثانية للموالاة وشعارها "حماية مسيرة السلم الاهلي وصيانة القضاء". واذا كان توقيت التظاهرتين واحداً هو الثانية بعد ظهر غد الخميس فإن نقطة الانطلاق وخط سير التظاهرتين مختلفان، فالأولى تنطلق من مدرسة الحكمة في الاشرفية والثانية من امام تمثال بشارة الخوري في رأس النبع. وفيما تتوقف الاولى امام مبنى محطة "ام تي في" المقفلة بقرار قضائي، فإن الثانية تنتهي عند ساحة الشهداء في وسط بيروت. وفي هذه الاثناء، كثف اعضاء "لقاء قرنة شهوان" اتصالاتهم الثنائىة امس، على ان يعقد اجتماع موسع عصر اليوم في مقر حزب الوطنيين الاحرار ليتخذ خلاله الموقف النهائي في ضوء قرار وزارة الداخلية. وأوضحت مصادر في "اللقاء" لوكالة الانباء المركزية ان اتصالات اجريت بالمسؤولين الروحيين والمدنيين المشرفين على زيارة ذخائر القديسة تيريزا الى الاشرفية ويتزامن موعدها مع موعد التظاهرة، للتأكد من عدم حصول تقاطع بين المدنيين، وتبين للطرفين استحالة حصول اي اشكال بين المناسبتين ذلك ان تطواف الذخائر سيكون متجهاً من الفياضية في اتجاه ساحة ساسين بينما التظاهرة ستكون من الحكمة في اتجاه مبنى "ام تي في" وهناك اكثر من كيلومتر يفصل بين نهايتيهما. وتقدم، امس، اللقاء الوطني الاسلامي من وزارة الداخلية بطلب الترخيص له لتنظيم تظاهرته. وأكد مصدر في اللقاء ان اختيار الشعار يأتي "في سياق الرد على "الشعارات المخادعة" التي يطرحها "لقاء قرنة شهوان"، الذي يحاول ان يصور المعركة على انها بين الحرية وأعدائها بينما هي بين الاستقرار والفوضى التي يراهن عليها اللقاء". وجدد وزير الاعلام غازي العريضي بعد لقائه وزير الصحة سليمان فرنجية هجومه على "القرنة" واتهم اركانه "بالتذاكي ومحاولة ايقاع الخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة"، واعتبر "ان عدداً من المشاركين في اللقاء لا يملكون شيئاً يخسرونه وبالتالي فإنهم يلعبون لعبة جنون ورهان مفتوح على خيارات ثبت فشلها"، وحذر "من اصولية داخلية تتلاقى مع اصوليات موجودة في الخارج ومع اسرائىل". وعقد "اللقاء التشاوري" الموالي للحكم الذي يترأسه النائب قبلان عيسي الخوري اجتماعاً للتشديد على "ان حق التعبير امر مصان في الدستور وهو ملك لجميع الناس لكن الاوضاع الراهنة تقتضي تجنب حصول اي خضات على الساحة اللبنانية يمكن ان تسبب تخريباً لمسيرة الدولة والسلم الاهلي". واتهم لقاء الاحزاب والقوى اللبنانية "لقاء القرنة" بمحاولة "دفع البلاد الى الفوضى من خلال الدعوة الى التظاهر تحت شعارات مذهبية وطائفية". في المقابل، اعلن "المنبر الديمقراطي" وحركة "التجدد الديمقراطي" تأييدهما في بيان مشترك لتظاهرة المعارضة وانتقدا "المنحى البوليسي لاطراف السلطة واستغلالهم الاخطار المحدقة بالمنطقة لتقويض النظام الديمقراطي". ورأى النائب عباس هاشم "ان منسوب التشنج مرتفع جداً وفي شكل خطير". وأعلن تأييده "التظاهر ولكن امل من الجميع ان يحسنوا التوقيت فقط لا غير". واعتبر النائب فارس سعيد "ان التظاهر حق طبيعي لأي فريق". لافتاً الى "ان الفارق بين تظاهرة "القرنة" وتظاهرة اللقاء الاسلامي ان الاولى لمواجهة سياسة السلطة بينما الثانية لمواجهة لقاء القرنة". ونفى رئىس حزب الكتائب كريم بقرادوني اي نية للحزب بالاتفاق مع حزب "القوات اللبنانية" برئاسة فؤاد مالك تنظيم تظاهرة في مواجهة تظاهرة "القرنة". ودعت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية الوزير المر الى "التجاوب مع رغبة اللبنانيين في ممارسة حقهم الدستوري بالتعبير عن رأيهم سلمياً وحضارياً والى تحمل مسؤولياته لجهة حفظ الأمن وعدم السماح باستغلال هذا التحرك". ودعا الحزب مناصريه الى الاشتراك في التظاهرة من دون شعارات فئوية". كما فعل حزب الاحرار مشدداً على الطابع السلمي للتظاهر ورأى الحزب الشيوعي ان "لقاء القرنة" سلك السبل القانونية للحصول على ترخيص للتظاهرة وان واجب السلطة عموماً ووزارة الداخلية خصوصاً الموافقة على الترخيص وتوفير كل الحماية الضرورية لها".