انتشرت قوى الأمن اللبنانية أمس بكثافة عند مداخل بيروت وفي محيط الجامعات لمنع الطلاب المعارضين للوجود السوري في لبنان من تنظيم تظاهرتين في وسط بيروت وعند مدخلها الشرقي، احتجاجا على (الهيمنة السورية)،واقام الجنود وعناصر قوى الأمن الداخلي حواجز عند مداخل بيروت الشمالية والجنوبية والغربية وعمدوا الى التدقيق في هويات ركاب السيارات، الامر الذي تسبب بازدحام سير هائل، بحسب ما افاد صحافيون. ونظم اعتصامان في العاصمة قرابة الظهر احتجاجا على (الهيمنة السورية) ومن اجل (استقلال حقيقي) للبنان،وقد انتشرت شرطة مكافحة الشغب باعداد كبيرة مزودة بالدروع والهراوات في محيط الجامعات الخاصة والرسمية، ونفذ الاعتصام الاول قرب المتحف الوطني عند مدخل العاصمة الشرقي، بناء على دعوة من المنظمات الطلابية المسيحية التي تضم انصار العماد ميشال عون (الذي يقيم في المنفى في باريس) والقوات اللبنانية (التي يرأسها سمير جعجع الموجود في السجن) والقاعدة الكتائبية (برئاسة رئيس الجمهورية السابق امين الجميل) وحزب الوطنيين الاحرار (برئاسة دوري شمعون)،في حين سيتم التجمع الثاني أمام السراي الكبير (مقر رئاسة الحكومة) في وسط بيروت، بناء على دعوة من طلاب الحزب التقدمي الاشتراكي (برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط) وحركة اليسار الديموقراطي، وتمت الدعوة الى هذه التظاهرات لمناسبة عيد الاستقلال الذي يصادف في 22 نوفمبر،ونقل الجمعة عن رئيس الحكومة عمر كرامي قوله ان المتظاهرين سيمنعون من التظاهر لانهم لم يطلبوا ترخيصا من وزارة الداخلية، فيما حذر وزير الداخلية سليمان فرنجية من جهته من (استفزاز القوى الامنية)، مشيرا الى ان (الدولة ستتعاطى سلميا ولن تتعرض للمواطنين اذا تعاطوا سلميا)، وقال رئيس منظمة الطلاب في حزب الأحرار ايلي شمعون في المؤتمر الصحافي الذي تمت فيه الدعوة الى الاعتصام ان (النضال المشترك من اجل الحرية هو السبيل الوحيد لبناء لبناننا الحر من اي هيمنة سورية، هذا اللبنان الذي نريده حقيقيا وحضاريا، ونقول ان غدا يوم جديد في مسيرة لبنان الغد، غدا نحيي آخر ذكرى للاستقلال القديم، والسنة المقبلة نحتفل بعيد الاستقلال الجديد). في حين أشار الحزب التقدمي الاشتراكي إلى أن (المضمون الاستقلالي الجديد الذي يلبي طموحات اللبنانيين إلى مستقبل افضل، لا يقوم مع استمرار الخلل الكبير في العلاقات اللبنانية السورية والذي بات يسيئ إلى العلاقة بين البلدين).