سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المخبر العنسي : من عملية "الدب الأسود" إلى الايقاع بالمؤيد فإحراق نفسه . شهادة لمسؤول الارهاب السابق في البيت الأبيض : اخترقنا "القاعدة" قبل 11 ايلول بجواسيس صغار
كشف النقاب امس، عن شهادة ادلى بها ريتشارد كلارك المسؤول السابق عن مكافحة الارهاب في البيت الابيض في جلسة مغلقة امام الكونغرس، قال فيها ان وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي كان لها جواسيس صغار داخل تنظيم "القاعدة" في السنوات الثلاث السابقة لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، لكن أياً منهم "لم يكن على مستوى رفيع". وقال كلارك امام لجنة مشتركة لمجلسي الكونغرس تحقق في اعتداءات 11 أيلول، ان الوكالة لم يكن لديها جواسيس داخل "القاعدة" حتى عام 1999. وفي اجراء نادر من نوعه نشرت لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ عبر موقعها على الانترنت نص هذه الشهادة التي وردت في جلسة مغلقة في 11 حزيران يونيو 2002. ويقع النص في 103 صفحات، علماً ان معظم المعلومات عنه اذيعت في جلسات الاستماع العلنية التالية وفي التقرير النهائي للتحقيق المشترك. وقال كلارك إن "سي آي أي" لم يكن لديها "أي شخص في موقع يخبرنا سلفاً بما سيحدث أو حتى أين سيكون بن لادن سلفاً"، وأضاف انه في المرات الثلاث التي اعتقدوا فيها انهم يعرفون مكان زعيم التنظيم، عارضت الوكالة اتخاذ اجراء عسكري، قائلة ان مصادرها ليست جيدة بما يكفي. وأشار كلارك إلى انه طلب من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في التسعينات "اختطاف" مشتبه في انهم ارهابيون في الخارج، لكن الرسالة الرئيسة التي تلقاها البيت الابيض من القيادة العسكرية أكدت عدم الرغبة في ذلك. العنسي وفي ما يتعلق بجواسيس ما بعد 11 أيلول، سعى عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي إلى إيجاد ملفات من العدم، معتمدين على طرق تعقب بدائية تستخدم مع المافيات والعصابات. ولم تكن الحرائق في حطام مركز التجارة العالمية قد خمدت عندما اعتقل رجلان في مطار كينيدي، عثر في حوزتهما على 140 ألف دولار مخبأة بين معلبات عسل مرسلة إلى اليمن. وبدأ يبرز الاعتقاد بوجود علاقة بين عمليات تهريب العسل و"الإرهابيين"، ليشعر المحققون بحاجتهم الى مخبر يمكنهم من التحرك في شكل أفضل لوضع الملفات المطلوبة. وسرعان ما صار لديهم شاهد يمني الأصل ساعدهم في ما أطلق عليه اسم عملية "الدب الأسود"، في إشارة فكاهية إلى معلبات العسل التي بدأت الملاحقات عبرها. وبما أن غالبية قضايا التهريب لم تكن ذات صلة بالإرهاب، لجأ المحققون إلى توجيه اتهامات بتهريب الأموال وفبركة اتهامات للإيقاع بمخبر آخر، حتى عثروا على يمني جديد أبدى رغبة في التعاون. وبفضل المخبر الثاني: محمد العنسي، قادت عملية "الدب الأسود" في بروكلين الى اعتقال 20 شخصاً ضمن ما اعتبر اكبر قضية تمويل للإرهابيين في البلاد، نتج منها القبض على الشيخ محمد علي حسن المؤيد في ألمانيا بتهمة جمع الأموال في بروكلين لتنظيم "القاعدة"، ومعه مساعده محمد محسن يحيى زايد. ومع الكشف عن هوية المخبر العنسي الذي عمد الى إحراق نفسه أخيراً قرب البيت الأبيض، عادت قضية المؤيد الى الضوء، كذلك طريقة تعامل المحققين مع الجواسيس. إذ قال في رسالة وجهها الى "أف بي آي" قبل إحراقه نفسه إنهم لم يفوا بوعودهم له، ولم يبدوا أي اهتمام بديانته. وفي شهادة أدلى بها العميل الفيديرالي براين مورفي في الشتاء الماضي، تحدث عن لجوء الاستخبارات إلى تجويع الإرهابيين وحرمانهم من الدعم، وبالتالي ملاحقة المال. وأشار إلى رجل من نيوجيرسي اتهم بتقديم بلاغات كاذبة للمحققين ومساعدة شيخ يمني آخر زار مسجد بروكلين. وبينما كانت التهم الموجهة إلى مهربي العسل تقتصر على خرق القوانين، وجد المحققون أنفسهم مجبرين على إسقاط التهم عن رجل من نيوجيرسي لإبعاد شبهات جيرانه عنه وتعيينه مخبراً للاستخبارات الأميركية. وصنع منه رجل أعمال تولى تحويل المبالغ المالية الضخمة عبر العالم، وبالتالي ملاحقة وجهة المال. تقرير لجنة تعويضات أيلول وفي إطار منفصل، صدر أمس التقرير النهائي للجنة التعويض الفيديرالية للمتضررين من اعتداءات 11 أيلول التي دفعت سبعة بلايين دولار لذوي الضحايا. وجاءت في التقرير تفاصيل توزيع التعويضات على نحو غير عادل، متحدثاً عن أرقام خيالية تلقتها عائلات 17 ضحية من أرباب العمل كانت المصادر الوحيدة لإعالة المستفيدين. ومن بين 25 من أغنى الضحايا، أفراد كانوا يتقاضون مليوني دولار سنوياً أو أكثر. وبلغت التعويضات التي حصلوا عليها 6.3 مليون دولار. أما الذين وجدت اللجنة عدم احقيتهم بالتعويض، فقد مضت ستة أشهر حتى ابلغوا بقرار الرفض. وقال المحامي كينيث فينبرغ المسؤول عن منح التعويضات إن عائلات 13 ضحية مزقها الألم، غالبيتها من سكان مدينة نيويورك ومحيطها، اختارت عدم التقدم بطلبات تعويض الى الحكومة أو مقاضاة شركة الطيران أو الدوائر الحكومية. ومنحت الحكومة نسبة أكبر من المال لإحدى عشرة امرأة قتلن في الاعتداء وهن حوامل، واثنتان أجهضتا بفعل الحادث. من ملبورن إلى كراتشي وفي استراليا، أعلنت الشرطة ان الاسترالي جوزف ترنس توماس اتهم، بتلقي تمويلات من "القاعدة" وتقديم دعم لها، ليكون أول من يوجه له هذان الاتهامان وخامس شخص يواجه تهماً تتعلق بالارهاب منذ سن القوانين الجديدة في 2002. كما اتهم الرجل 31 عاماً بحيازة جواز سفر مزيف. ومثل أمس امام محكمة ملبورن، لتعلن معارضتها الافراج عنه بكفالة. وفي كراتشي، اعلنت الشرطة الباكستانية انها القت القبض على نافيدول حسن من حركة "المجاهدين" العالمية الاسلامية، يشتبه بضلوعه في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الاميركية عام 2002 وأسفر عن مقتل 12 شخصاً وكذلك في المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف في العام ذاته.