يختبئ المقاتلون والسكان المنهكون الذين يعتمدون على التمر في غذائهم، تاركين جرحاهم من دون علاج في جنوب الفلوجة حيث يحاول الجيش الاميركي القضاء على آخر جيوب المقاومة. وعلى عكس التصريحات الرسمية للحكومة العراقية فإن أهالي المدينة تنقصهم المؤن والماء والكهرباء ويعيشون في وضع بائس. وقال صحافي من وكالة"فرانس برس"موجود في المدينة"أحدثكم من هاتف من تحت نخلة لان المروحيات الاميركية تحلق على مستوى منخفض وتطلق النار على كل شيء يتحرك". واوضح هذا الصحافي مساء الاثنين ان السكان لم يعد لديهم ما يأكلونه. واضاف:"أصبحنا نعيش على التمر وبعض المعلبات الباقية. لا نستطيع ان نطهي والمقاتلون وعدونا بمواد غذائية لكنها نفدت لديهم ايضا". وتابع انه لا يمكن رؤية المقاتلين لأن القناصة الاميركيين يرصدون الشوارع أما المقاتلون الجرحى فلا يتلقون اي علاج بسبب نقص الادوية ويكتفي رفاقهم بوضع قطعة قماش على جروحهم ويتركونهم في بيوت خالية. والمقاتلون في جنوبالمدينة مثل السكان منهكون. وقال الصحافي:"لم ننم منذ اسبوع ونشعر بالإنهاك"، موضحا ان مسلحين من شمال غربي المدينة جاؤوا يدعمون رفاقهم في الجنوب. وتابع هذا الصحافي ان ملابسه اهترأت الى درجة ان احد السكان اضطر لاعطائه بدلاً منها. وردا على سؤال عن الحصيلة التي أعلنها الجيش الاميركي حول مقتل 1200 مقاتل، قال ان هذا الرقم"مبالغ فيه الى حد كبير". واضاف:"سقط قتلى بالتأكيد لكن لا أصدق العدد لانه لم يكن هناك هذا العدد من المقاتلين". واوضح ان هناك جثثا لمقاتلين في الشوارع لا يمكن اجلاؤها بسبب انتشار القناصة الاميركيين. وتتواصل المعارك في بعض احياء الفلوجة بينما يقوم الجنود الاميركيون بعملية تطهير منهجية في المدينة تشمل كل منزل ومبنى. وقال الكولونيل مايكل ريغنر قائد عمليات قوة مشاة البحرية الاميركية المارينز ان"عدداً قليلا من المقاتلين رحلوا. انهم يواصلون القتال حتى الموت ويجعلون حياة عناصر المارينز والجنود صعبة". في بغداد، رفضت الحكومة التقارير التي تحدثت عن نقص في المواد الغذائية والماء والامدادات الطبية، وأعلنت ان معظم المدنيين هربوا من المدينة قبل الهجوم الاميركي. وجاء في بيان من مكتب رئيس الوزراء اياد علاوي ان"الحكومة العراقية ترفض بشدة"تقارير بعض المصادر عن وجود نقص في الامدادات في الفلوجة. واضاف البيان ان فريقا من وزارة الصحة زار المدينة ومستشفى الفلوجة الذي سيطرت عليه القوات الاميركية والعراقية مباشرة قبل بدء الهجوم منذ ثمانية ايام وانها لم تجد اي نقص. وزاد البيان ان الفريق اكد انه لم يجد المواطنين في حاجة الى الغذاء والماء وانه لم يبق في الفلوجة إلا اعداد قليلة جدا وان معظم السكان هربوا. وغادر بالفعل معظم سكان الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا الى الغرب من بغداد خلال الاشهر التي سبقت الهجوم عليها الا ان مئات الاسر بقيت في المدينة الى جانب بعض الصحفيين الذين اشتكى بعضهم من نقص الغذاء والماء وانقطاع الكهرباء ما أدى الى فساد الاغذية المجمدة واغلاق محلات بيع الطعام أبوابها. واضاف الموجودون في المدينة انه ليس من السهل الحصول على الرعاية الطبية وان الذين اصيبوا خلال القصف كانوا يخشون التوجه الى المستشفى خوفاً من القتال الدائر حولهم. وهناك روايات شهود تحدثت عن وفاة شخصين على الاقل متأثرين بجروحهما بسبب عدم علاجهما. وقال مقيمون ان مستشفى في المدينة تعرض للقصف الجوي ودمر قبل الهجوم. كما كانت هناك صعوبة في الوصول الى المستشفى الرئيسي في الطرف الغربي للمدينة عبر الضفة الاخرى لنهر الفرات بسبب اغلاق الجسر أثناء القتال. ويقول الهلال الاحمر العراقي ان 150 اسرة على الاقل لا تزال داخل المدينة وان كثيرا من هذه الأسر في حاجة الى الغذاء والاغطية والماء والدواء.