اجمع باعة كثيرون في عدد من اسواق بغداد على ان حركة التداول السلعي لديهم كانت محدودة جداً في الايام الاخيرة من شهر رمضان المبارك... ولفتوا الى ان الحالة هذه كانت خلافاً لما اعتاد عليه الجميع في مثل هذه الايام التي يستقبل فيها المواطنون عيد الفطر حين كانوا يحرصون على شراء مسلتزمات العيد من الحلوى والمواد الغذائية المختلفة واقتناء حاجتهم من الملابس والمواد الاخرى. وفي سوق الشورجة وسط بغداد، التي تعد من اهم اسواق المفرد والجملة في بغداد وخارجها، تراجعت مستويات الشراء على نحو لافت. واشار تجار الى انهم كانوا يتوقعون هذا الانخفاض في مستوى مبيعاتهم في ضوء انعكاس التطورات الامنية الحاصلة في العراق عموماً وفي بغداد على وجه الخصوص على حياة المجتمع الاقتصادية. واكد احد تجار الحلويات على ان احداث الفلوجة تزامنت مع طي ايام رمضان الامر الذي اثر سلباً في الحركة التجارية التي اعتادت ان تشهد انتعاشاً واسعا في مثل هذه المناسبات والايام. ولفت بشير ابراهيم، تاجر مواد غذائية ويستورد بضاعته غالباً عبر سورية وايران، الى ان حالة الطوارئ التي اعلنت اخيراً في العراق على خلفية اجتياح الفلوجة واغلاق حدود العراق مع بعض دول الجوار وتشدد الرقابة على حدود الدول الاخرى ادت الى انقطاع وصول الكثير من المواد الغذائية خصوصاً التي لها صلة بالعيد مثل المطيبات والكرزات والحلويات ومستلزماتها، ما ادى الى ارتفاع اسعارها في السوق حيث ان شحة هذه المواد ادت الى ارتفاع في اسعار المتوافر منها في السوق. وغالباً ما يعمد بعض التجار للجوء الى وسائل غير مألوفة لتوريد بضاعتهم المستوردة لصالحهم في مثل هذه الظروف واعتادوا على ذلك منذ اكثر من سنة ونصف سنة مضت على سقوط النظام السابق، وهي الفترة التي شهدت ظروفاً امنية مشابهة ما يتطلب رفع سعر الكلفة بسبب ما لحق بالبضاعة من مصاريف مضافة. وقال هيثم الدليمي صاحب محل في بغداد الجديدة"ان الثقة بين البائع والمشتري تلاشت بسبب الظروف غير المستقرة حيث يتصور المشتري في غالب الاحيان ان البائع يعمل على استغلال الفرص والمناسبات والازمات لرفع اسعار سلعته ويتجاهل الاسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك". وتطفو ازمة الوقود وشحة البنزين المتفاقمة منذ ايام على سطح حركة البيع والشراء في الاسواق سيما ان البنزين ارتفع سعره في السوق السوداء اكثر من 400 في المئة على سعره الرسمي في محطات التعبئة التي تشهد زخماً واسعاً يصفه الكثير من اصحاب المركبات بانه الاكثر من نوعه منذ سقوط النظام... ما دفع عائلات كثيرة الى العزوف عن ارتياد الاسواق للتبضع بسبب صعوبة النقل وارتفاع الاسعار والخوف من اعمال عنف او ارهاب قد تواجهها في تنقلاتها. واشارت السيدة ام فاضل النجفية، التي اعتادت كل عام الاستعداد للعيد بشراء مستلزماته والحصول على المواد اللازمة لعمل اطباق العيد، الى انها اكتفت"في هذا العيد بالمتوافر لديها واستطاعت ان تصنع اطباقا مختصرة"وقالت انها"غير مقتنعة بها لكن الحال فرض ذلك". وقال موظف حكومي يتقاضى 300 الف دينار شهرياً انه يجد صعوبة بالغة في الايفاء بمستلزمات البيت حاليا وذلك لارتفاع الاسعار التي اضحى بعضها اضعاف اسعارها سابقاً. واضاف:"حتى اسعار الخضر والفواكه ارتفعت الى مستويات لا يقوى عليها اي موظف الامر الذي جعل الظروف المعاشية تبدو صعبة كل يوم"واشار الى انه يتطلع الى المستقبل بأمل ان يأتي يوم جديد يستطيع ان يعيشه بمعزل عن القلق والمشاكل الامنية التي تكتنف حياة الناس كل لحظة.