سبعة أيام من القصف المدفعي وغارات الطيران والقتال من منزل الى منزل حولت الفلوجة الى مدينة أشباح: ركام المنازل في كل مكان، والجثث ملقاة في الشوارع، ووصول المساعدات ممنوع. أما حصيلة القتلى فقدرها ضابط اميركي ب1200 مقاتل و31 من جنود "المارينز"، وتحدثت مصادر اخرى عن وصول 412 جريحاً أميركياً الى المانيا. وأعلن رئيس الوزراء اياد علاوي اعتقال 400 مسلح بينهم عدد من الاجانب، ولم يعثر على أثر للزرقاوي سوى بعض الشعارات التي كان يستخدمها تنظيمه خلال ذبح بعض المخطوفين. وفيما كانت القوات الأميركية تطارد مقاتلي الفلوجة اندلعت المعارك في الموصل، حيث حاولت بمساعدة الحرس الوطني العراقي استعادة السيطرة على المدينة. وأدى قصف الطيران والدبابات الى سقوط 13 قتيلاً في مدينة بيجي. في غضون ذلك أعلنت جماعة اسلامية اطلاق امرأتين من أقارب علاوي كانت خطفتهما مع ابن عمه الذي أبقته محتجزاً. واقتحم جنود مشاة البحرية الاميركية المارينز آخر موقع حصين للمقاتلين في الجزء الجنوبي من الفلوجة التي يعتبرونها معقلاً للمقاتلين الاجانب. وقال الكولونيل مايك شوب: "انها معاقل جيدة، هؤلاء المقاتلون لا يطلقون النار عبثاً، ولكنهم ينتظرون في مواقعهم الدفاعية حتى نصل، وعندئذ يطلقون النار". ونقلت وكالة "رويترز" عن مراسلها انه شاهد جثثاً ملقاة في الشوارع، وكانت المنازل والمساجد مهدمة، فيما تساقطت اسلاك الكهرباء والهاتف في كل مكان. وأضاف الكولونيل شوب انه لا يرى حاجة الى ان ترسل منظمة الهلال الاحمر العراقي مساعدة الى المدينة ولا يعتقد بأن هناك مدنيين عراقيين محاصرين. لكن المنظمة طالبت بإدخال مساعدات وكانت لا تزال قوافلها تنتظر عند أبواب المدينة للسماح لها بالدخول. وقال شوب: "لا حاجة الى امدادات الهلال الأحمر لأن لدينا امداداتنا المخصصة للأهالي... والآن بعد ان أصبح الجسر المؤدي الى الفلوجة مفتوحاً يمكن تأمين الإغاثة في المستشفى هنا". وأعلن اياد علاوي انه لا يوجد ضحايا مدنيين، مناقضاً بذلك تأكيد روايات أهالي المدينة، حيث حال القتال الشرس دون دخول الخدمات الطبية وجعل من المستحيل وجود أي تقويم مستقل لما يجري. وأعلن قائد "المارينز" في الفلوجة الجنرال ريتشارد ناتونسكي، ان "اكثر من 1200" من المسلحين قتلوا منذ بدء الهجوم، بينما أعلن ضابط رفيع ان تمشيط المدينة منزلاً بعد منزل سيستغرق أربعة أو خمسة أيام. الموصل وسامراء في الموصل قالت ناطقة باسم الجيش الاميركي ان مجموعة من المسلحين اقتحمت مركز شرطة الشيخ فاتح وان قوات "المارينز" تقاتل لاستعادته. وفي الاسبوع الماضي اقتحم مسلحون تسعة مراكز على الأقل للشرطة في المدينة ونهبوها كما استولوا على أسلحة وسترات واقية من الرصاص وعربات شرطة. وأضافت الناطقة الكابتن انجيليا باومان ان المدينة كانت "هادئة نسبياً" امس على رغم الهجوم على مركز الشرطة، معلنة انها تحت السيطرة. في سامراء، أفادت حصيلة طبية جديدة ان 13 شخصاً قتلوا وأصيب 26 آخرون امس في هجمات اميركية واشتباكات في مدينة بيجي، شمال بغداد، وقال الطبيب حسين الجبوري: "لدينا 13 جثة بينهم أربع نساء وطفلان و26 جريحاً"، وكانت مصادر طبية أعلنت في السابق مقتل خمسة واصابة 11. وذكر ناطق باسم الجيش الاميركي ان مروحيات ودبابات قصفت مواقع مسلحين داخل المدينة ما أدى الى مقتل عدد منهم. وأضاف الناطق ان "المسلحين اطلقوا في بادئ الأمر النار على الجنود من أسلحة خفيفة وقذائف مضادة للدروع". وأوضح في بيان ان الوحدات "حاصرتهم في مبنى واطلقت عليه قذائف دبابات وصواريخ هلفاير".