ما زالت مجموعة من المقاتلين المتجمعين في جنوب الفلوجة تتصدى للقوات الامريكية بينما بدأ الحرس الوطني العراقي يستعيد مدينة الموصل التي سقطت لفترة وجيزة بين ايدي المسلحين، في غضون ذلك اكد ضابط في قوة حماية المنشآت النفطية ان اربع شحنات ناسفة انفجرت الاحد قرب آبار نفط في شمال العراق متسببة بحرائق، وقد اعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران ان الرهينتين الفرنسيين اللذين عثر على سائقهما حيا في الفلوجة الجمعة موجودان في قطاع "هادىء" على الارجح، اي في منطقة لا تشهد معارك. واعلن الجيش الامريكي في بيان امس ان القسم الاكبر من مدينة الفلوجة اصبح تحت السيطرة لكن العمليات لم تنته بعد، واوضح الجيش ان "طيران القوة المتعددة الجنسيات قام خلال الساعات ال24 الاخيرة بعدة مهمات دعم حيث هاجم القوات المعادية المتحصنة في عدد من المباني في المدينة، وقصفت احدى الطائرات خندقا تحت الارض متصلا بانفاق في جنوب البلاد، وكان وزير الدولة لشؤون الامن الوطني قاسم داود اعلن انتهاء الهجوم على الفلوجة الواقعة على بعد خمسين كيلومترا غرب بغداد، لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد نفى مساء السبت ان تكون العملية انتهت، وقال رامسفلد استمرار وجود جيوب للمقاومة ومناطق تتواصل فيها الصعوبات، ولا استطيع القول ان العملية انتهت، بالتأكيد لم تنته. واكد الكولونيل في قوات مشاة البحرية الامريكية (المارينز) مايك شاب ان عمليات التمشيط مستمرة وتشمل كل بيت، موضحا أنها ستستغرق اربعة او خمسة ايام أخرى، وما زال المقاتلون المسلحون المطوقون في الجنوب يتصدون للقوات الاميركية، وقال اللفتنانت كريستوفر بيمز في اليوم السابع من الهجوم ان "هناك بين خمسين وثمانين من المقاتلين العراقيين والاجانب في الجنوب الغربي بانتظار الهجوم النهائي،وبقدر ما نتقدم باتجاه الجنوب، تصبح المعارك اكثر عنفا وتنظيما، ولم يعد هؤلاء المقاتلون يلجأون الى المواجهة المباشرة بل لجأوا الى مبان يرصدون منها تحركات الجنود الاميركيين. ومن جهته اعلن مصدر عسكري امريكي ان 38 جنديا اميركيا قتلوا بعد اسبوع على بدء الهجوم على الفلوجة حيث يواصل العسكريون الأمريكيون التصدي لجيوب للمقاومة، موضحا ان ثلاثة من القتلى سقطوا في حادث لا علاقة له بالمعارك الدائرة منذ الاثنين الماضي. واشار الجيش الاميركي الى ان خمسة جنود عراقيين قتلوا في الهجوم، مقدرا عدد المتمردين القتلى فيه ب1200 مقاتل، ولم يعرف حتى الآن حجم الخسائر بين المدنيين. لكن احد قادة المارينز الجنرال ناتونسكي نفى وجود اي ازمة انسانية في المدينة،وقال انه لم يبق في الفلوجة سوى بضع عائلات، مؤكدا ان الجيش حاول قدر الامكان تقليل الخسائر باستخدام ذخائر محددة جدا. وكانت منظمة الهلال الاحمر العراقية تتفاوض مع القوات لتنقل الى وسط الفلوجة مساعدات انسانية متوقفة منذ السبت في المستشفى العام الواقع على الطرف الغربي للمدينة. وقال ضابط في المارينز ان الجيش الأمريكي سمح للمرة الأولى امس الاول باخراج جثث 22 قتيلا سقطوا خلال المعارك للسماح بدفنهم في سقلاوية عند المدخل الشمالي للفلوجة، كما أعلن الجيش الأمريكي انه اكتشف في حي الجولان شمال غرب المدينة مستودعا هائلا للأسلحة في سجن تحت الأرض عثر فيه على جثتين أيضا ورجلين منهكين لكنهما على قيد الحياة. من جهة اخرى، انتشر الحرس الوطني العراقي في عدد من احياء الموصل التي تبعد 370 كيلومترا شمال بغداد على الجانبين الشرقي والغربي للمدينة التي كانت ما زالت تشهد اشتباكات متقطعة، وكانت قافلة تضم 12 عربة مدرعة تقوم بدورية في وسط المدينة وشمالها، للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات فيها, واعلن انه "قتل ثلاثة مسلحين، وفي تلعفر التي تبعد سبعين كيلومترا عن الموصل قتل عراقيان وجرح عشرون آخرون في اشتباكات بين متمردين وجنود اميركيين، وفي بيجي التي تبعد مئتي كيلومتر شمال بغداد قتل 13 عراقيا وجرح 26 آخرون الاحد في مواجهات وغارتين اميركيتين، حسبما ذكرت مصادر طبية، واخيرا قتل ستة عراقيين وجرح خمسة آخرون في مواجهات في وسط الرمادي (مئة كيلومتر غرب بغداد). وفي بعقوبة قال شهود عيان ان مواجهات عنيفة دارت صباح امس بين قوات من الشرطة والحرس الوطني العراقي من جهة ومسلحين من جهة اخرى في بلدة بهرز الواقعة شمال شرق بغداد، واضاف هؤلاء الشهود ان سيارتين للشرطة وثلاث آليات للحرس الوطني احترقت خلال هجوم شنه حوالى ستين مسلحا استولوا على الأسلحة الموجودة فيها، ولم تتوفر اي معلومات عن عدد الاصابات. من جهة اخرى، ذكرت صحيفة "يو اس نيوز اند وورلد ريبورت" الاحد نقلا عن الاستخبارات الاميركية ان ايران نشرت جواسيس ومقاتلين واسلحة في العراق وخصصت على ما يبدو مكافأة بقيمة 500 دولار عن كل جندي اميركي يقتل في العراق، وقالت الصحيفة ان محللا في استخبارات سلاح الجو الاميركي (اير فورس اوفيس اوف سبيشل انفستيغايشنز) حذر في تقرير في ديسمبر 2003 من ان "ايران تشكل التهديد الاكبر على المدى الطويل للجهود الامريكية في العراق". وفي لندن، اعلن نائب رئيس الحكومة العراقية برهم صالح امس ان تنظيم الانتخابات في العراق في يناير المقبل "سيكون تحديا كبيرا"، مؤكدا ضرورة اجراء "تقييم" للوضع مع الاممالمتحدة واللجنة الانتخابية المستقلة مع اقتراب موعد التصويت. استنفار واستعداد للقتال