دخل الملف النووي الإيراني في نفق جديد من التجاذب، بإعلان مسؤول في النظام الايراني عصر امس، ان بلاده سترفع خلال ساعات ردها النهائي في شأن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في باريس مع الدول الاوروبية الثلاث، ليعود الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي وينفي الخبر، مؤكداً ان المعلومات التي تناقلها البعض عن رد ايراني على الاقتراحات الاوروبية عارٍ من الصحة. وأضاف آصفي انه نظراً إلى حساسية المسألة، فإن هناك حاجة للمزيد من البحث، وان طهران حتى الآن لم تقدم رداً على المقترحات الاوروبية، مما يشير إلى وجود اشكالات في شأنها. وقوبل نفي الخارجية الايرانية بتأكيد مصدر ديبلوماسي غربي في طهران ان سفراء الترويكا الاوروبية فرنسا وبريطانيا والمانيا تلقوا دعوة من مجلس الامن القومي الايراني الساعة الثامنة من مساء أمس للاستماع الى رد طهران في شأن موقفها من اتفاق باريس المبدئي. ونقلت وكالة "مهر" للانباء المقربة من مجلس الامن القومي عن الديبلوماسي الغربي ان حسين موسويان كبير المفاوضين الايرانيين "سيكون حاضراً في هذه الجلسة التي وصفها بالسرية". من جهته، أكد حسين موسويان نبأ اللقاء مع سفراء الدول الثلاث، مشيراً الى ان الموضوع جرى تباحثه على اعلى المستويات داخل القيادة الايرانية، وأن بلاده ستعلن موافقتها او عدمها على الطلب الاوروبي بتعليق تخصيب اليورانيوم وبعض الانشطة النووية الاخرى، نافياً ان تكون طهران قد طالبت بامتيازات جديدة. من جهتهم، أشار ديبلوماسيون غربيون الى ان الخلاف يتمحور حول تخلي ايران عن منشآت "يو أف 4" التي تستعمل في تحويل اليورانيوم الام الى يورانيوم تترافلوريد، والذي يمكن استخدامه في معدات الطرد المركزي لانتاج يورانيوم هغزافلوريد "يو أف 6" الذي يستخدم في انتاج اسلحة الدمار الشامل. وتطالب طهران التي تصر على انها لا تخالف ما تم التوافق عليه في باريس، بادخال بعض التعديلات على التفاهم الذي تم التوصل إليه، اذ يسمح لها بالاحتفاط بهذا النشاط، فيما يرى الاوروبيون ان موقفهم النهائي قد ابلغ لايران في محادثات باريس. وتسعى طهران للحصول على ضمانات عينية ومكتوبة من الاتحاد الاوروبي قبيل التوقيع او الاعلان عن موافقتها على الاتفاق، وعدم الاكتفاء بالوعود.