سرت مخاوف في العراق امس من ان تتحول الموصل الى بؤرة ثانية للمقاتلين، ففيما كانت القوات الاميركية تخوض حرب شوارع في الفلوجة حيث سقطت لها طائرتا هليكوبتر، سيطر مقاتلون على ستة مراكز للشرطة في الموصل وجابوا الشوارع بأسلحتهم، ما اضطر الاميركيين الى قصف المدينة بالطيران ومدافع الميدان. وقتل أمس 17 عراقياً بتفجير سيارة مفخخة في بغداد. في الفلوجة أعلنت القوات الأميركية انها بدأت المرحلة الثانية من هجومها وتوقعت ان تحكم سيطرتها على المدينة غداً. وتركز القتال امس في شمال شرقي المدينة فيما كانت قوات اخرى من "المارينز" تخوض حرب شوارع في حي الجولان، معلنة مقتل 18 عسكرياً من جنودها، منذ بدء الهجوم واكثر من 600 مقاتل عراقي. وشنت مقاتلة من طراز "اي سي" مساء امس غارة على مواقع في الأحياء الشمالية الشرقية للفلوجة، وتصاعدت اعمدة الدخان من المنطقة حيث حصلت مواجهات عنيفة بين الجيش الاميركي وجيوب ما زالت تقاوم. ودارت مواجهات صباح أمس في هذا الجزء من المدينة الذي استعادته القوات الاميركية من المقاتلين. وقال ضابط "المارينز" الميجر تيم كراكر ان بإمكان قواته سحق هذه الجيوب بسهولة وضمان سيطرة سريعة على المدينة عبر استخدام القوة النارية المكثفة. لكنه شدد على ان القيادة العسكرية "اختارت مقاربة حذرة تجنباً لأي خسائر جانبية ولهذا السبب ما زالت هناك جيوب تقاوم". ومن جهته، قال ناطق باسم رئيس الوزراء اياد علاوي ان الغارة استهدفت مسجد الخليفة الراشد الذي يستخدمه المقاتلون قاعدة لعملياتهم. واضاف في بيان ان القوات العراقية "حاولت في بادئ الأمر اسكات مصادر النيران بواسطة الأسلحة الخفيفة لكنها اضطرت الى اللجوء لضربة جوية" لاسكاتها. وأوضح ضابط اميركي ان قواته "في حاجة الى عشرة أيام على الأقل لتطهير المدينة". وفي بغداد، أعلنت ناطقة عسكرية اميركية ان مروحيتين اضطرتا للهبوط اضطرارياً امس اثر اصابتهما بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع مؤكدة عدم وجود اصابات. وأوضحت ان "المروحيتين من طراز كوبرا اضطرتا للهبوط بعد ان اصيبتا بإطلاق نار من أسلحة خفيفة وقذائف آر بي جي". واكد ضابط في المارينز ان قواته تسيطر الآن على معقل للمسلحين في حي الجولان شمال غربي الفلوجة. وقال الكابتن روبرت بوديتش: "يمكنني القول ان الجولان تحت سيطرتنا. سنترك القوات العراقية تتولى مهمات حساسة مثل تطهير المساجد". واضاف ان عدداً كبيراً من الجنود العراقيين الآن في وسط الفلوجة التي حل بها دمار واسع النطاق وما زال هناك بعض المقاومة المتفرقة. وتابع: "لا اعتقد بأننا سنتمكن من السيطرة على الفلوجة بالكامل حتى نستولي على كل الأسلحة. أعرف انه تم العثور على أطنان من الكلاشنيكوف وقاذفات الصواريخ والصواريخ. اذا لم نفعل ذلك فإن الأسلحة ستبقى متاحة للمتمردين". وكان حي الجولان مسرحاً لقتال عنيف بعدما شن حوالى عشرة آلاف من الجنود ومشاة البحرية الاميركية الى جانب ألفي جندي عراقي هجوماً على الفلوجة مساء الاثنين، الا ان المقاومة نادراً ما كانت ترد أمس على قذائف الهاون الاميركية في المنطقة أو على الدبابات التي كانت تتجول في الشوارع والأزقة بحثاً عن المقاتلين. الموصل واعلن الجيش الاميركي امس انه قصف بالطائرات والمدفعية مواقع لمقاتلين مناهضين للقوات الاجنبية في الموصل، وقالت ناطقة عسكرية ان "العملية شملت غارات جوية وهجمات برية استهدفت تجمعات لقوات معادية في مناطق محددة من المدينة". وكان متمردون هاجموا صباح امس ستة مراكز للشرطة في الموصل واستولوا على اسلحة واضرموا النار في عدد من المباني. وفي ما بدا انها هجمات منسقة، استهدف المسلحون مواقع للشرطة في وسط وشرق وشمال المدينة، ما ارغم رجال الشرطة على مغادرة هذه المواقع. واستولى المهاجمون بعد ذلك على الاسلحة والذخائر واضرموا النار في بعض المباني. وكان محافظ الموصل فرض منع التجول في المدينة الاربعاء بعد مقتل خمسة اشخاص بينهم ثلاثة عناصر من الشرطة، في اشتباكات. الى ذلك، اعتقلت قوة من الحرس الوطني العراقي مساء امس امام وخطيب مسجد ابن تيمية الشيخ مهدي الصميدعي، من رموز التيار السلفي، بينما كان في المسجد واعتقلت 18 آخرين من جماعته كانوا معه. واوضح احد قادة التيار علي القيسي ان "قوة من الحرس الوطني مدعومة بقوات اميركية طوقت مسجد ابن تيمية ساعات قبل ان يدخل عدد من عناصر الحرس الوطني لاعتقال الشيخ ومعه 18 من الحرس والانصار بعد صلاة العشاء". ويشار الى ان القوات الاميركية سبق واعتقلت الصميدعي ثم اطلقته. وكان الصميدعي وجه انتقادات الى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بسبب صمته حيال الهجوم العسكري الاميركي على الفلوجة. وقال: "نعاتب السيد السيستاني كيف لم يصدر اي شيء فكل اهل السنّة والجماعة وقفوا وقفة واحدة مع اهل النجف ومدينة الصدر". واضاف متسائلاً: "هل الامر لا يهمهم أو ليست الفلوجة من العراق وأهلها عراقيين؟".