يفتح الكاتب والناشر رياض نجيب الريس صفحات من سيرته الذاتية والصحافية في كتابه الجديد "آخر الخوارج - أشياء من سيرة صحافية" الصادر عن الدار التي تحمل اسمه، ويروي فصولاً من طفولته وبداياته الصحافية والأدبية، عطفاً على نواحٍ من سيرة والده مؤسس صحيفة "القبس" السورية والكاتب والمناضل السياسي. ويتناول أيضاً المراحل التي اجتازها صحافياً وكاتباً ومؤسساً لصحيفة ومجلة ودار للنشر. يتألف الكتاب من مدخل بعنوان "ذاكرة الأشياء" وستة عشر عنواناً هي على التوالي: أبي وأنا، ملاعب الطفولة والصبا، برمانا: سفر التكوين، بدايات الوعي الصحافي، انكلترا، براعم الثقافة والسياسة، من "الصياد" الى "المحرر" - قطوف المهنة البريئة، "الحياة" - مدرسة الاحتراف المهني، "النهار" - صراعات السياسة والصحافة، "المنار" - جريدة "النجاح المؤجل"، "المستقبل" - مجلة "النجاح المجهض"، النشر - خير جليس، "الناقد" - سنوات "الضياء الضرير"، الزهو الثقافي - لندن "بتتكلم عربي"، الشعراء - قبائل "شعر"، أشخاص - ناس كانوا معي، بعض أيام الخليج - صديق تركني باكراً، سنوات بيروت - وحشة الحنين، اضافة الى مخرح بعنوان "الموت وقوفاً". وتقدم الدار الكتاب: "في سياق مفاجآته التي عودنا عليها، يضيف الصحافي رياض نجيب الريس في هذا الكتاب الرقم 28 الى سلسلة كتبه أو اصداراته. بداية من الغلاف الجميل الذي وضع رسمه الفنانون حسن إدلبي، بيار صادق، ديران، جورج البهجوري، ملحم عماد، جان مشعلاني، وصممه الفنان محمد حمادة، مروراً بالمادة الشيقة التي استهلكت سنوات وسنوات من العمل، نهاية بالصور والوثائق من الدفاتر العتيقة والمجلات والجرائد والأرشيف الشخصي. هذا كتاب ذكريات حميمة يفلش فيها المؤلف سيرة ذاتية اختار أن يطل عليها دائماً من نافذة الصحافة وما تتيحه تلك المهنة من بداية تكوين وتجارب وعمل وأساتذة وصداقات وأرباب عمل وزمالات ومؤسسات ومناخات تتقاطع فيها كل التلاوين، لنعثر على ذكريات سياسية وأدبية وشعرية وفنية من رسم وكاريكاتير. لقد أراد رياض نجيب الريس أن يضيء بمصابيح عملاقة موقع الصحافي ودوره في الحياة العامة، بعدما بهت ذلك الدور لمصلحة مجموعة من التقلبات في الحياة العربية أدت الى تقزيم كل شيء، ما أفضى الى مزيد من البلبلة والاختلاط والضياع. ومن طريف التعريفات للصحافة نهاية مقدمة الكتاب، ما يلخص مسيرة الصحافة العربية منذ منتصف خمسينات القرن المنصرم حتى اليوم، وكذلك تعرج مسار الصحافي رياض نجيب الريس حينما يكتب بوضوح: "إذا أحاطت الحرية بالصحافة فهي صحافة حرة، وإذا أحاطت بها الديموقراطية فهي صحافة ديموقراطية، وإذا أحاط بها الطغيان فهي صحافة خنوعة، وإذا أحاط بها الإرهاب فهي صحافة جبانة، وإذا أحاط بها السوء فهي صحافة سيئة".