وصل الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي إلى ابيدجان امس، من اجل اطلاق جهود الاتحاد الافريقي الهادفة الى انهاء احداث العنف المستمرة منذ اربعة ايام في ساحل العاج التي شهدت مواجهات دموية بين القوات الفرنسية والحكومية، ما اسفر عن مقتل 20 شخصاً على الاقل وجرح نحو 600 آخرين. والتقى مبيكي ووزير دفاعه موسيوا ليكوتا ونائب وزير خارجيته عزيز باهاد مع الرئيس العاجي لوران غباغبو الذي حمل مجلس الامن الدولي والاتحادان الافريقي والاوروبي حكومته، مسؤولية اندلاع اعمال العنف، بعدما اغار سلاح الجو المحلي السبت الماضي، على معسكرٍ للقوات الفرنسية في مدينة بواكيه وسط البلاد، ما اسفر عن قتل تسعة جنود فرنسيين وجرح 38 آخرين. واوقفت الاضطرابات حركة تصدير الكاكاو الذي يشكل نسبة 40 في المئة من الانتاج العالمي، وبلغ .41 مليون طن العام الماضي، ما رفع سعره للمرة الاولى منذ عقود بنسبة 12 في المئة. وفي ابيدجان، استمر آلاف الموالين للرئيس غباغبو في التواجد في محيط فندق "ايفوار" المجاور للقصر الرئاسي، حيث نشرت القوات الفرنسية نحو 50 عربة مصفحة، في حين انجزت اجراءات نقل 1300 من الرعايا الى اماكن آمنة، بعدما تعرضت منازلهم للنهب والحرق في الايام السابقة. وحاول المتظاهرون العاجيون نزع الاسلاك الشائكة في محيط فندق "ايفوار"، الا انهم تراجعوا هلعاً، اثر تحذيرات وجهها قناصان فرنسيان اليهم بإطلاق النار. وارتدى المتظاهرون ألبسة حملت ألوان العلم العاجي ورددوا النشيد الوطني، في حين قال احدهم: "اذا قبضت على فرنسي فسألتهمه". وتخلت القوات الفرنسية عن سيطرتها على احد الجسرين الرئيسين في ابيدجان، في اعقاب إحكام قبضتها على المطار ومواقع رئيسية اخرى. وأكد سكان المدينة فتح الجسور الرئيسة في المدينة الهادئة نسبياً، على غرار المدن المتمردة في شمال البلاد، كما اوضح الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارد في نيويورك، "بعدما منعت قوات الاممالمتحدة عبور المزيد من افراد جيش ساحل العاج من منطقة الهدنة". لكن الاممالمتحدة ابدت قلقها من استمرار الاذاعة الرسمية في بث "رسائل الكراهية" عبر تصريحات معادية لفرنسا اتهم فيها مسؤولون الرئيس جاك شيراك بمحاولة اطاحة الرئيس غباغبو. في غضون ذلك، اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة نزوح 1300 عاجي على الاقل الى ليبيريا، طلباً للجوء، في اعقاب احداث العنف الاخيرة. وصرحت جنيفر كلارك الناطقة باسم المفوضية بأن معظم طالبي اللجوء من النساء والاطفال والمسنين، واكدت انه سيتم توفير مأوى لهم في بلدة بوتو الحدودية. وأشارت كلارك إلى ان نحو 70 ألف ليبيري كانوا هربوا من الحرب الاهلية في بلادهم الى ساحل العاج في الاعوام الاربعة عشر الاخيرة يمكن ان يحاولوا العودة مجدداً الى وطنهم الام في حال استمرار تدهور الوضع.