سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعا الجيش الى ضبط النفس وشالوم تحدث عن "فرصة" يحظر تفويتها وقد تأتي بقيادة فلسطينية معتدلة . شارون يقر بضمان السماح لعرفات بالعودة لكنه يتعهد بعدم دفنه في القدس "ما دمت في منصبي"
اعتبرت اسرائيل الوضع الجديد الذي قد ينشأ في المنطقة على خلفية مرض الرئيس ياسر عرفات"فرصة يحظر تفويتها"لكنها كررت شروطها للتعامل مع"قيادة جديدة معتدلة ومسؤولة"تتبنى استراتيجية واضحة بمحاربة"الارهاب". وفي مقابل اقرار رئيس الحكومة ارييل شارون بأنه التزم السماح للرئيس الفلسطيني بالعودة الى رام الله، فإنه تعهد أمام وزرائه بعدم السماح بدفنه في القدس"طالما أنا في منصبي". الى ذلك، أكدت محافل أمنية ان جيش الاحتلال سيقلص حجم توغلاته وعملياته في الأراضي الفلسطينية بناء لأوامر من شارون بالتحلي ب"ضبط النفس والانتظار". هدّأ رئيس الوزراء الاسرائيلي من روع وزراء حكومته من احتمال دفن الرئيس ياسر عرفات في حال وفاته في ثرى المسجد الأقصى و"طمأنهم"الى ان ذلك لن يحصل أبداً"طالما أنا على رأس الحكومة فإن عرفات لن يدفن في القدس". ونصح وزراءه بالكف عن الانشغال بهذه المسألة. وكان شارون يتحدث في جلسة الحكومة الاسبوعية أمس التي كرست أساساً للتطورات المتعلقة بمرض الرئيس الفلسطيني والاستماع الى تقارير أجهزة عن سيناريوهات"اليوم التالي". ورد رئيس الوزراء على استفسارات عن تقديم اسرائيل ضمانات بعودة الرئيس الفلسطيني الى رام الله متى يشاء فأكد حصول ذلك، مضيفاً ان اسرائيل اتخذت القرار الصائب الذي قوبل بالترحاب دولياً وأنه"لو قضى الرئيس عرفات في مقره لتعرضت اسرائيل الى أضرار بالغة". وتطرق شارون الى مصير خطة الفصل الاحادي الجانب عن قطاع غزة والأصوات التي تطالب بتجميدها بانتظار قيادة فلسطينية يمكن تنسيق خطوات التنفيذ معها فقال انه لا يرى بعد أي تغيير في السياسة الفلسطينية يستوجب تعاملاً اسرائيلياً مغايراً"ولذا سنواصل تنفيذ الاجراءات المتعلقة بخطة الفصل وفقاً للجدول الزمني المقرر لها". وأضاف انه في حال ظهور قيادة فلسطينية"جادة وتتحلى بالمسؤولية وتفي بالتزاماتها"فإنه من الممكن ان تنشأ فرصة مناسبة للتنسيق مع قيادة كهذه واستئناف المفاوضات السياسية على أساس خريطة الطريق. وزاد ان هذه القيادة ستمتحن بالأفعال لا بالأقوال ومجرد الكلام. وتابع ان اسرائيل لا تتدخل في الصراعات على القيادة الفلسطينية، لكن اذا رغب الفلسطينيون حقاً في استئناف المفاوضات السلمية فعليهم انتخاب قيادة تسلك نهجاً مغايراً للذي انتهجه الرئيس عرفات. شالوم يدعو الى اغتنام الفرصة من جهته، قال وزير الخارجية سلفان شالوم ان اسرائيل تقف على عتبة مرحلة جديدة قد تحمل في طياتها فرصاً ينبغي عدم تفويتها، وقد تأتي بقيادة فلسطينية معتدلة ومسؤولة، واقترح تشكيل طاقم توجيه خاص يدرس بإمعان التحديات الجديدة المعقدة ويبلور سياسة الحكومة المستوجبة في الظروف الناشئة، خصوصاً في حال اتخذ الفلسطينيون قراراً استراتيجياً ب"محاربة الارهاب". ورأى وزير الدفاع شاؤول موفاز وجوب مواصلة الاعداد لتنفيذ خطة الفصل مع احتمال اشراك الطرف الفلسطيني في حال نشأت"قيادة براغماتية في الفترة ما بعد عرفات". وتابع انه لا يجوز لاسرائيل التدخل في الشؤون الفلسطينية في هذه الفترة بالذات، ملمحاً الى القرار الذي اتخذه شارون باصدار أوامره لوزرائه بعدم الادلاء بتصريحات تتعلق بتداعيات مرض الرئيس أو الحديث عن المرشح المقبول لدى اسرائيل لخلافته"لتفادي إضعاف فرصه وحرقه"بحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية. وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال أعارون زئيفي فركش ان انصراف عرفات يحمل في طياته احتمالا كبيراً بوقف الموجه الحالية من العنف، متوقعاً ان تتزايد الضغوط الدولية على اسرائيل في اتجاه العودة الى طاولة المفاوضات واشراك الفلسطينيين في تنفيذ خطة الفصل الاحادي وتنسيقها معهم. من ناحيته، قال رئيس جهاز المخابرات العامة شاباك آفي ديختر انه ينبغي التعامل بحذر شديد مع الأنباء الواردة من باريس والتشكيك في صحتها"خصوصاً ان زوجة عرفات، سهى هي التي تقرر فحواها". أوامر للجيش بضبط النفس ونقلت الصحف العبرية كافة في صدر صفحاتها الأولى عن تعليمات أصدرها شارون لجيش الاحتلال بإبداء الانضباط الشديد في تعامله مع الفلسطينيين وتقليص حجم التوغلات العسكرية وعمليات اغتيال الكوادر الفلسطينية"اذا لم تشكل قنابل موقوتة"بهدف تمكين الفلسطينيين من اختيار قيادة بديلة معتدلة وتفادي أعمال استفزازية لعدم اذكاء مشاعر الفلسطينيين والتسبب في فوضى عارمة في الأراضي المحتلة تخشى الدولة العبرية عواقبها، وشملت التعليمات أيضاً عدم التدخل العلني في"معركة الوراثة"في السلطة الفلسطينية. لكن اسرائيل لا تخفي حماستها لاختيار رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس أبو مازن خلفاً للرئيس عرفات، على ان يشاركه في القيادة الجديدة رئيس الوزراء الحالي احمد قريع ابو علاء والعميد جبريل الرجوب والعقيد محمد دحلان"المؤيدون جميعهم وقف الانتفاضة"، على ما تكتب"معاريف"لتضيف على لسان مسؤول عسكري قوله انه يتحتم على اسرائيل الاستفادة عبر تعاملها الخاطئ و"بخلها"مع أبو مازن"ما اضطره الى الاستقالة من رئاسة الحكومة الفلسطينية وان تقوم ببادرات حسن نية تشمل اطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وتخفيف معاناة السكان الفلسطينيين اليومية بشكل ملموس"على نحو يمكّن القيادة الفلسطينية الجديدة من تعزيز مكانتها وتوسيع سيطرتها على الأراضي الفلسطينية". ديختر يحذر من عواقب الانسحاب من"فيلادلفي" وكرر رئيس"شاباك"آفي ديختر على مسمع الوزراء تحذيره من انسحاب جيش الاحتلال من الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر بداع ان خطوة كهذه ستتيح للفلسطينيين تهريب وسائل قتالية"لم نشهدها من قبل". وأضاف ان الفلسطينيين نجحوا أخيراً في تهريب خمسة صواريخ مضادة للطائرات الى قطاع غزة.