كشفت صحيفة "كشمير الكبرى" اجراء الرئيس الباكستاني برويز مشرف الشهر الماضي، محادثات توزعت على مرحلتين، مع زعيم انفصالي بارز من الجزء الواقع تحت سيطرة الهند في كشمير المتنازع عليها، في محاولة لتوحيد الفصائل الانفصالية. وأوضح ميرويز عمر الفاروق زعيم الفصيل المعتدل ضمن "مؤتمر حرية كل الاحزاب" والذي يضم متشددين، ان اللقاء الاول مع مشرف حصل بالصدفة في العاصمة الهولندية امستردام، بينما جرت مناقشات واسعة استمرت ثلاث ساعات مطلع الاسبوع الماضي، عرضت ايضاً لمسألة الانقسام المستمر منذ العام الماضي داخل "المؤتمر". ويعارض المتشددون في "المؤتمر" بزعامة سيد علي شاه جيلاني تحييد سلطات اسلام آباد عن اي محادثات مع الحكومة الهندية، في حين خاض الفصيل المعتدل في المؤتمر جولتين من المحادثات مع نيودلهي هذا العام، وذلك للمرة الاولى منذ تفجر تمرد عام 1989، الا انها لم تسفر عن اي تقدم. وجاء الكشف عن الاجتماع الاخير بعد ايام من اقتراح مشرف نزع السلاح في كشمير، واتفاق الهند وباكستان على حل وسط لوضع الاقليم من خلال اقتراح السيطرة المشتركة على مناطقها او اشراف قوات الاممالمتحدة عليها. وردت الهند التي تعتبر كشمير جزءاً لا يتجزأ من اراضيها، بحذر، على خطة مشرف، وأعلنت انها تتوقع مناقشة هذه الاقتراحات من خلال الحوار البناء في طريق تحقيق السلام، وليس عبر شعارات تتناقلها وسائل الاعلام. في غضون ذلك، حددت وسائل اعلام هندية موعد زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز لنيودلهي ب22 و23 الجاري، وأعلنت ان محادثاته فيها ستجرى بصفته الرئيس المنتهية ولايته لرابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي سارك، وهي ستتضمن لقاء نظيره مانموهان سينغ والرئيس ابو الكلام، وزعيمة حزب المؤتمر صونيا غاندي وزعيم المعارضة لال كريشنا ادفاني، ووزير الشؤون الخارجية ناتوار سينغ. وتكتسب الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الباكستاني للهند اهمية كبيرة، في ضوء الحوار الثنائي الجاري بين الدولتين لحل مشاكلهما الكثيرة العالقة منذ عقود عدة. وتعقب زيارة عزيز للهند، سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولي البلدين في الفترة بين 29 الجاري و16 كانون الاول ديسمبر المقبل، من اجل بحث ثماني قضايا، من بينها اقامة خطوط لنقل الحافلات والقطارات بين البلدين، وإجراءات بناء الثقة في المجال النووي.