سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تعود إلى "مربع العنف" بتفجيرات متزامنة استهدفت اسرائيليين في طابا و"رأس شيطان": 28 قتيلا و30 مفقوداً في تفجيرات سيناء .. وأصابع الاتهام تتجه الى "القاعدة"
أتى ليل الخميس - الجمعة على المصريين ليشعرهم بالصدمة بعدما وجدوا بلدهم يعود مجدداً إلى "مربع العنف" بعد نحو سبع سنوات نعموا فيها بالهدوء حين كانت عمليات العنف تدور من حولهم. فالتفجيرات الثلاثة التي وقعت في سيناء واستهدفت فندق طابا ومنتجعين سياحيين آخرين، جعلت المصريين الذين كانوا يتسوقون احتياجاتهم من المواد التموينية استعداداً لشهر رمضان المبارك، يشعرون بصدمة كبيرة. فإضافة الى كون التفجيرات انهت فترة الهدوء الأمني المستمر منذ 1997، فإنها ضربت السياحة مجدداً وهم الذين الفوا عمليات ضرب السياحة في عقد التسعينات وعانوا من تأثيراتها، علماً أن موارد السياحة تمثل مورداً مهماً للخزانة المصرية. قُتل ما لا يقل عن 28 شخصاً وفُقد نحو 30 في ثلاثة هجمات استهدفت ليل الخميس - الجمعة فندق "هيلتون طابا" ومخيم رأس شيطاني السياحي الواقع ما بين نويبع وطابا ومخيمي جزيرة القمر. وفي حين تأكد مقتل سبعة مصريين وروسي، فإن غالبية القتلى والجرحى نحو 135 كانوا اسرائيليين يقضون عطلة عيد السكوت في مصر. وحملت الهجمات المتزامنة "بصمات" تنظيم "القاعدة" أو جماعات أو عناصر قريبة منه فكرياً. وقال مسؤولون اسرائيليون ان عشرات الاشخاص مفقودون وما زالت جثث القتلى مدفونة تحت انقاض فندق هيلتون طابا بعدما دمرت شاحنة ملغومة جناحاً من عشرة طوابق في الفندق. وأعقب الهجوم بقليل انفجار سيارتين مغلومتين في منتجعي مخيمات آخرين جنوب طابا يتردد عليهما الاسرائيليون. وذكرت وكالة "رويترز" ان شاحنة ملغومة محملة بالمتفجرات اصطدمت ببهو فندق هيلتون طابا الذي يضم 430 غرفة. وبعد دقائق فجر مهاجم انتحاري قنبلة بالقرب من حمام السباحة. وقال رجال الاطفاء ان سقف قاعة الطعام بالفندق حيث تم اعداد الموائد لتقديم العشاء انهار وامكن مشاهدة جثث اسفل الحطام وسط انقاض الفندق الفاخر. وتدفق الاف السياح عبر الحدود الى اسرائيل ومن بينهم طفل فاقد الوعي وامرأة شابة وضعت ضمادات على ذراعها المغطاة بالدماء. ووصف وزير الداخلية المصري حبيب العادلي الذي توجه الى طابا عقب جولة في الفندق المنكوب، الحادث بأنه "جرى بأسلوب خسيس وضحاياه اشخاص ابرياء لا ذنب لهم". وتساءل باستنكار "عن الداعي لإعادة تلك الأفعال ولماذا تتم بهذا الاسلوب؟" معرباً عن اعتقاده بأن الهدف من هذه الاعمال "هو دفع مصر لأن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه اشقائها العرب". وقال ضابط اسرائيلي ان 30 شخصاً ما زالوا مفقودين ويعتقد انهم دفنوا تحت انقاض فندق هيلتون طابا. وقال الميجر جنرال يائير نابه في مؤتمر صحافي في طابا: "ما زلنا نبحث عن احياء. نحفر بأيدينا تقريباً". وكان مصدر أمني مصري قال في وقت سابق إن حصيلة القتلى بلغت 23 شخصاً، بينما بلغ عدد الجرحى 135 شخصاً من بينهم الرئيس السابق لشركة مصر للطيران المهندس محمد فهيم ريان، ورئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني الدكتور سمير طوبار. وأمر الرئيس حسني مبارك بإرسال طائرة طبية مجهزة الى موقع الانفجارات للمساهمة في جهود الانقاذ. كما توجه وزير الصحة والسكان الدكتور محمد عوض تاج الدين ووزير السياحة أحمد المغربي الى طابا على متن طائرة خاصة لمتابعة آخر تطورات الموقف عن كثب. وفي اطار التعاون بين الجانبين المصري والإسرائيلي في جهود الانقاذ، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون من الرئيس مبارك في اتصال هاتفي السماح بدخول عدد من سيارات الاسعاف الى مواقع الانفجارات لإجلاء الجرحى والقتلى، والاتوبيسات لنقل السياح الاسرائيليين الذين يرغبون في مغادرة البلاد. كما تلقى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط اتصالاً هاتفياً من نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم للوقوف على آخر تطورات الموقف، وقام عدد من ضباط الشرطة الجنائية المصرية بالتوجه الى مكان الانفجارات للتحقيق في اسبابها، كما وصل نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف يوم الى طابا لمتابعة الموقف. وأكد مصدر مسؤول في فرق الدفاع المدني التي وصلت من القاهرة للمساهمة في انقاذ المصابين ورفع انقاض فندق هيلتون طابا بأن مهمة الجانب الاسرائيلي الموجود حالياً في موقع الحادث تنحصر في اجلاء المصابين والضحايا الاسرائيليين فقط، وقال المصدر إن مهمة الفرق العشر المصرية التي وصلت من القاهرة عقب ابلاغها بالحادث هي "تأمين المكان ككل ورفع الجثث والانقاض"، موضحاً ان فرق الدفاع المدني المصرية تضم مجموعات الأدلة الجنائية والمفرقعات والانقاذ وفرق الكلاب البوليسية التي تكشف عن المتفجرات او عن الجثث تحت الانقاض، مشيراً الى أن التنسيق مع الجانب الاسرائيلي ينحصر في هذا الجانب فقط. وقال وزير الصحة تاج الدين ان تضارب الارقام حول القتلى والجرحى جاء بسبب سرعة تداول الارقام والتصريحات في اوقات مختلفة، مشيراً الى وجود 13 جثة في مستشفى طابا من جنسيات مختلفة و30 اصابة اخرى فيما نقل 50 مصاباً اسرائيلياً الى داخل اسرائيل وجاري التعرف على بعض الجثث الاخرى والتي لا يعرف جنسيتها أو عددها بسبب تفحمها الشديد. وأضاف انه فور وقوع الحادث انطلقت على الفور سيارات الاسعاف والانقاذ بأعداد كبيرة من طابا ونويبع وسانت كاترين وشرم الشيخ بالإضافة الى وحدات للرعاية المركزة لمواجهة الى الظروف الطارئة. وحول نقل العديد من المصابين للعلاج في اسرائيل قال تاج الدين انه لقرب المستشفيات ووحدات الانقاذ هناك فإنه لا يوجد ما يمنع توجه هذه الحالات الى اسرائيل. وافادت ا ف ب غرفة العمليات في محافظة جنوبسيناء عن مقتل سبعة مصريين وجرح 14 اخرين في الاعتداءات. وقالت في بيان ان القتلى عمر احمد الشحات 24 عاما واحمد محمد منصور 24 عاما واحمد صبحي 29 عاما وماجد مصطفى امين 30 عاما وشهير شوقي تكلا 25 عاما ومنار محمد متولي 26 عاما ومحمد احمد زهران 23. وذكرت مصادر أخرى انه تم التعرف على بعض ضحايا تفجير فندق هيلتون طابا منهم منار نجيب مصرية الجنسية وتعمل سكرتيرة لمديرة الفندق والتي حضر شقيقها وشقيقتها وخطيبها الى مكان الحادث وهم في حالة انهيار تام. وتم ايضاً التعرف على شهير اولتي وشيرين امين وهما زوجان مصريان كان يقضيان اجازة نهاية الاسبوع. واستمرت اسر ضحايا الحادث من المصريين تتوافد على المكان لتفقد ذويهم فيما حالت الاجراءات الامنية دون التعرف على بقية الجثث المتفحمة وبعضها مهشم. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط "إن الامن المصري يقوم بدوره ومصر تقوم بدورها لحماية اراضيها ولحماية حدودها ولحماية السياحة بداخلها، ولكن يجب أن نعلم ان العمليات الارهابية هي عمليات تقع في كل مكان وفي كل بلد". وقال ان الدور المصري في عملية السلام سيستمر وسيسعى الى تحقيق تسوية عادلة وشاملة في الشرق الاوسط. واشنطن وفي واشنطن الحياة، امتنع ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على تصريحات مسؤولين اسرائيليين اتهموا تنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء تفجيرات طابا. وقال ان الحكومة الأميركية حذرت مواطنيها من التوجه الى منطقة شبه جزيرة سيناء على رغم عدم وجود مؤشر الى استهداف أميركيين في الهجوم. وأوضح الناطق ان قرار اصدار تحذير للأميركيين جاء بسبب التفجيرات ولا يشمل زيارة مناطق أخرى في مصر والدول المجاورة، ولا علاقة له بوجود أي تهديدات محددة يمكن أن يتعرض لها المواطنون الأميركيون. إلا أنه أكد وجود تحذير "روتيني" للزوار الأميركيين الى الشرق الأوسط بسبب "التوتر العام في المنطقة".