تبدأ شركة"الملكية الأردنية"منتصف السنة المقبلة تسلم الدفعة الأولى من صفقة طائرات"ايرباص"جديدة ستستخدمها لتحديث أسطولها، بعد مفاوضات مضنية استغرقت أكثر من عامين وانتهت بتفضيل الناقلة استئجار طائراتها الجديدة بدل شرائها نتيجة فشل مفاوضاتها مع كل من"بوينغ"و"ايرباص". استغلت"الملكية الأردنية"الجمعية العمومية السنوية السابعة والثلاثين للاتحاد العربي للنقل الجوي آكو لتعلن انتهاء الجدل الخاص بالطرازات الجديدة التي ستعتمدها لتحديث أسطولها. وسارعت"ايرباص"الى اعلان اختيار"الملكية"لطرازات طائراتها لتصوره على انه انتصارعلى غريمتها"بوينغ". إلا أن الصفقة تحمل في مضامينها أبعاداً أخرى، أبرزها إظهار العزوف المتزايد لشركات الطيران العربية عن شراء الطائرات الجديدة، والاكتفاء بدلاً من ذلك بالميل الى خيار الاستئجار التشغيلي كوسيلة مجدية لتوسيع أسطولها. وقال سامر المجالي، رئيس"الملكية الأردنية"ل"الحياة"ان شركته قررت استبدال طائرات جديدة من طراز"ايرباص 320"و"ايرباص 321"بالطائرات المتقادمة التي يضمها أسطولها، لتكون جاهزة للمنافسة بقوة، فيما تفتح السوق الأردنية أمام تنظيم رحلات منتظمة لشركات الشارتر الخاصة سنة 2006، وقبل تحرير الأجواء الأردنية المزمع سنة 2007. وكانت"الملكية الأردنية"وضعت خطة استراتيجية متوسطة المدى حتى سنة 2009 تشمل، اضافة الى خفض الديون، استكمال عملية تحديث الأسطول عبر ادخال بين تسع وعشر طائرات جديدة لخدمة الخطوط القصيرة والمتوسطة. وتم اختيار طرازات"ايرباص 320"و"ايرباص 321"و"بوينغ 800 737"ذات الممر الواحد لتكون البدائل المتاحة لتحديث الأسطول. وواجهت المفاوضات التي انطلقت منذ أكثر من عامين مشكلة كبيرة أخرت التوصل الى اتفاق مع المصنعين: الأوروبي والأميركي، سببها كما علمت"الحياة"، صعوبة التفاهم على استبدال طائرات"ايرباص"لدى"الملكية"واحتسابها ضمن الصفقة الرئيسية للاستبدال. وقال المجالي:"تخلينا عن بوينغ لانها لم تقدم لنا عرضاً جيداً بما فيه الكفاية لشراء طائراتنا المتقادمة. وكنا ننوي شراء خمس طائرات واستئجار خمس أخرى في البداية من بوينغ أو ايرباص إلا اننا اضطررنا الى تغيير موقفنا واللجوء الى حل أكثر ملاءمة مالياً". ويضم اسطول"الملكية"عشر طائرات سيتم استبدالها تتوزع بين خمس طائرات"320"وطائرة"321"وثلاث طائرات"310"وهي جميعاً تم ادخالها الى الخدمة منتصف الثمانينات وحتى مطلع التسعينات، وهي تضم أيضاً طائرات"ايرباص 340"للرحلات البعيدة المدى. وكانت الناقلة الأردنية أول شركة طيران في الشرق الأوسط توصي على طراز"320"عام 1986. وكانت"الملكية الأردنية"اتخذت قراراً مبدئياً في حزيران يونيو الماضي للتركيز على مفاوضاتها مع"بوينغ"لشراء خمس طائرات"بوينغ 800 737"بطريقة الاستئجار الرأسمالي واستئجار أربع الى خمس أخرى من الطراز نفسه بطريقة الاستئجار التشغيلي، مع مهلة زمنية تنتهي في 31 آب اغسطس الماضي. وبالفعل، ونتيجة الخلاف حول تقدير قيمة طائرات"ايرباص"قرر مجلس الادارة في 1 أيلول سبتمبر اعتماد طائرات"32"و"321"بطريقة الاستئجار التشغيلي. وقالت مصادر مطلعة على الصفقة ان فريق"بوينغ"المفاوض شكا من ان طائرات"ايرباص"التي طرحت بأعداد كبيرة في السوق باتت لا تحقق لمشتريها أرباحاً مجزية حين يقرر بيعها بعد استخدامها حتى ولو كان ذلك لفترة قصيرة، تماماً كما يحدث في بعض طرازات السيارات التي تفقد 30 الى 40 في المئة من قيمتها لدى خروج مشتريها بها من معرض السيارات. وقال المجالي:"الاستئجار التشغيلي كان خيارنا الذي اعتمدناه لأنه اكثر ملاءمة من الناحية المالية في الظروف الحالية"، مشيراً الى ان شركته"ستحصل على طائرات ذات مواصفات متقدمة للغاية وكلفة تشغيلية مناسبة مقابل عقود ايجار لن تتجاوز ثلاثة ملايين دولار شهرياً على الأرجح". وأضاف :"رجح لدينا خيار ايرباص بعد تعذر الحصول على سعر مناسب لطائراتنا لأن لدينا في الأصل طائرات ايرباص 320 ولدينا طيارين مدربين على قيادة هذا الطراز وطراز 321، كما ان لدينا قطع غيار كثيرة متوافرة، وهذا ما عنى في نظر مجلس الادارة ان كلفة ادخال طائرات جديدة قليلة". وأشار الى ان"الطائرات الجديدة ستسير على خطوط الشرق الأوسط والخليج وشمال افريقيا. وسيبدأ تسليمها في النصف الثاني من السنة المقبلة وحتى النصف الأول لسنة 2007". ومن المنتظر ان توقع"الملكية"عقود الاستئجار"بعد انهاء دراستها عروضاً مختلفة تقدمت بها شركات تأجير دولية عدة، لا يزال التفاوض مستمراً معها حالياً". وكانت الناقلة الأردنية التي تطير الى 50 محطة حالياً تواجه صعوبات وخسائر مستمرة قبل ان يتسلم ادارتها السيد سامر المجالي الذي"نجح"في خفض ديونها التي وصلت سابقاً الى 800 مليون دولار لتصل حالياً الى 500 مليون دولار، في وقت نجحت سياسات الترشيد التي طبقت وعملية اعادة الهيكلة والتركيز على نشاط النقل الجوي البحث في تحسين أداء الشركة التي يتوقع لها ان تحقق مع نهاية السنة الجارية أرباحاً صافية، وذلك للمرة الأولى منذ اعوام طويلة. وحققت الشركة في الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية نسبة اشغال مقعدية بلغت 73.5 في المئة بزيادة مقدارها 7.2 في المئة على العام الماضي. وسيرت رحلات اضافية للمسافرين في شهور الذروة الى محطات عدة منها باريس وفرانكفورت ودبي والكويت وجدة والرياض والخرطوم ولارنكا وبغداد، بالاضافة الى معظم محطات الناقلة في دول الخليج. وعلمت"الحياة"ان"الملكية"تفكر في شراء طائرتين جديدتين لرجال الاعمال وان اتصالات جرت في هذا الصدد لبلورة تفاهم يفضي الى توقيع عقد قريبا اذا كانت العروض المالية من المصنعين مناسبة. ووقعت الناقلة الاردنية مطلع الشهر الماضي اتفاقاً لتبادل الرموز مع"اميركا ويست"وثاني أكبر شركة طيران اميركية منخفضة التكاليف يتيح لمسافري"الملكية"الى نيويورك وشيكاغو وديترويت من متابعة سفرهم عبر رحلات الناقلة الاميركية الى 90 محطة تخدمها في الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك وكوستاريكا. وتنوي"الملكية"التي عقدت اتفاقات مماثلة لتبادل الرموز مع كل من"النمسوية"و"الاسبانية"و"الكندية"وايرفلوت"و"التايلندية"و"الماليزية"و"السورية"و"طيران الخليج"و"القبرصية"الانضمام الى أكبر تحالف عرفه العالم العربي في قطاع النقل الجوي منذ ظهوره في المنطقة، وهو تحالف خماسي يضم ايضاً"السعودية"و"طيران الخليج"و"طيران الشرق الأوسط"وينتظر ان يضم أيضاً لاحقاً"اليمنية"و"الطيران العماني". وتستعد"الملكية"لمواجهة قدر كبير من المنافسة في السنوات الثلاث المقبلة، بعدما أجاز الأردن تشغيل شركات الطيران العارض الأردنية رحلاتها من دون قيود، على ان تنتقل هذه الشركات الى منافسة"الملكية"عبر تشغيل رحلات منتظمة ابتداء من عام 2006. ومنذ أيار مايو الماضي أقر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خطة وضعتها"الملكية"للاسراع في وتيرة التحرير التدرجي للأجواء الأردنية، على مراحل زمنية متقاربة وصولاً الى منتصف سنة 2007 حين يعلن الأردن بأكمله منطقة اجواء مفتوحة على أسس تبادلية مع الدول الأخرى. وذكر وزير الاتصالات والمواصلات الأردني رائد مسعود ل"الحياة"ان الاتحاد الأوروبي اقترح على الاردن ولبنان والمغرب ان تكون ثلاثة مواقع يبدأ منها اتباع تحرير الاجواء مع اوروبا. الا انه أوضح ان رده على اقتراح المسؤولين الاوروبيين الذين زاروا عمان لهذا الغرض كان رفضه القيام بأي خطوة الا في اطار عربي عام لحماية مصالح شركات الطيران العربية عن المنافسة الأوروبية الشرسة.