} اعلنت ليبيا انها دخلت مرحلة مفاوضات جدية مع شركات روسية وأوكرانية لتزويدها طائرات تجارية نفاثة تتيح لها تجديد اسطول شركتها الجوية الوطنية، وان الامر قد ينتهي بها الى شراء طائرات "بوينغ" من الولاياتالمتحدة بعد تعثّر صفقة بقيمة 1.5 بليون دولار مع شركة "ايرباص" الاوروبية. اكد الكابتن نوح هيبة امين اللجنة الشعبية الرئيس التنفيذي لشركة "الخطوط الجوية الليبية" ان واشنطن هي التي تعرقل الصفقة التي كان يُنتظر ان يبدأ تسليمها السنة المقبلة. وذكر ل"الحياة" ان بلاده باشرت منذ نهاية العام الماضي البحث عن بدائل. وقال: "اذا تأخرت الصفقة فإن شراءنا طائرات روسية وأوكرانية هو احتمال قائم. وباشرنا بالفعل اتصالات بهذا الخصوص مع شركات من روسيا واوكرانيا خلال الشهور الماضية، ونحن ندرس البدائل المعروضة امامنا". وكانت "الليبية" ابرمت نهاية 1999 اتفاقاً مبدئياً مع "ايرباص" لشراء عشر طائرات من طراز "ايرباص - 320" كطلبات مؤكدة مع خيار شراء خمس طائرات من الطراز نفسه، وكذلك شراء ثلاث طائرات "اي 200 - 330" مع خيار شراء طائرتين من الطراز نفسه علاوة على شراء طائرتي "340" بعيدتي المدى وطائرتين من طراز "ايرباص - 319" المخصص لرجال الاعمال، في اطار خطة تمتد حتى سنة 2005 لتحديث الناقلة واسطولها. وبلغت قيمة الصفقة التي جرى البحث فيها 1.5 بليون دولار تغطي 24 طائرة، على ان يبدأ التسليم منتصف السنة المقبلة ويشمل في الدفعة الاولى ثلاث طائرات "320" وطائرتي "200-330" بالاضافة الى انشاء مركزي تدريب وصيانة في طرابلس الغرب. الا ان المفاوضات الفنية للطائرات وتلك الخاصة ببرنامج التمويل الذي عرضته "ايرباص" على الحكومة الليبية، التي كان من المنتظر ان تستغرق ستة شهور، تعثرت نهاية العام الماضي، ما دفع الجانب الليبي الى بدء البحث عن بدائل اخرى. وقال هيبة: "المحادثات تعثرت لأنهم في شركة ايرباص لم يحصلوا على اذن من الولاياتالمتحدة لبيعنا الطائرات التي اوصينا عليها". واكد ان "الصفقة في حكم المجمّدة الآن بانتظار موافقة الاميركيين"، مشيراً الى ان "ايرباص" تنتظر موافقة وزارة الخارجية الاميركية، وهي لهذا السبب لم توافنا بأي رد جديد". واوضح ان الموقف الاميركي المعرقل للصفقة يستغل قيام شركات اميركية او شركات بريطانية تتعامل مع الشركات الاميركية بتصنيع بعض المكونات والتجهيزات الخاصة بطائرات "ايرباص" لفرض قيود تصديرية عليها. وبرر العرقلة التي يقوم بها الاميركيون بأنها تعود الى رغبتهم في الحصول على نسبة من هذه الصفقة من الناحية التجارية. واتهم واشنطن صراحة بأنها تحاول بيع ليبيا طائرات "بوينغ" بدلاً من طائرات "ايرباص" الاوروبية "او ان يأخذوا نصف الصفقة من ايرباص حتى لا يتركونها تستأثر وحدها بالسوق الليبية". وقال: "هذا احد الاسباب الاكيدة وراء الامتناع عن اعطاء تصريح لايرباص بالبيع لنا". ورأى ان شراء طائرات "بوينغ" سيكون "احتمالاً ممكناً وقائماً مع شراء طائرات روسية واوكرانية". وقال: "من الطبيعي اننا لن ننتظر اتمام الصفقة مع ايرباص الى ما لا نهاية". ويضم اسطول "الليبية" حالياً خمس طائرات "بوينغ 727" وطائرتي "ايرباص 600 - 300" وطائرتي "ايرباص 200 - 310" بالاضافة الى طائرتي "فوكر 28". وقال هيبة: "ان زيادة سعة الاسطول تجري حالياً عبر استئجار طائرات لمواكبة ارتفاع الطلب في مواسم الذروة". واضاف: "ان الشركة شهدت زيادة في حجم عملياتها التي تنطلق رحلاتها من اربع مطارات دولية و12 مطاراً داخلياً في ليبيا، اذ ارتفع عدد المسافرين من نصف مليون عام 1999 الى 1.5 مليون مسافر العام الماضي". الجدير بالذكر ان "الخطوط الليبية" كانت تعتمد منذ نهاية السبعينات على طائرات "بوينغ" لا سيما طراز "747" وطراز "727" الذي اشترت منه الشركة عشر طائرات لدى نزوله الى الاسواق. وجرى ترتيب صفقة "ايرباص" بمساعٍ بريطانية قبل عامين في اطار البحث عن ترتيبات لرفع الحصار عن ليبيا، الا ان الاعتراض الاميركي عطّل ترتيب الصفقة على البريطانيين والفرنسيين الذين يملكون قرابة 50 في المئة في "ايرباص".