أعلنت "الخطوط الجوية البريطانية" بريتيش ايرويز، أكبر ناقلة جوية في أوروبا، إبرام اتفاقين لشراء 221 طائرة جديدة. وتقدر القيمة الاجمالية للطائرات بنحو 14 بليون دولار، مما يجعلها أكبر صفقة في تاريخ الطيران المدني. وحرص رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، على قطع اجازته في جنوبفرنسا، للتوجه إلى تولوز، مقر اتحاد الصناعات الجوية الأوروبية "ايرباص"، حيث حضر حفل توقيع اتفاق يحول "البريطانية"، للمرة الأولى في تاريخها، إلى زبون ل "ايرباص". وبموجب الاتفاق الأول أوصت الناقلة البريطانية على 59 طائرة "ايرباص" في المرحلة الأولى، 39 منها من طراز "اي - 319"، و20 من طراز "اي - 320". كما اتخذت قراراً مبدئياً بشراء 129 طائرة أخرى من الطرازين، إضافة إلى طراز "اي - 321". وتبلغ قيمة طائرات "ايرباص" تسعة بلايين دولار. ومن المنتظر أن يبدأ تسليم الدفعة الأولى في أيلول سبتمبر 1999 ويستمر حتى سنة 2004، بينما يتواصل تسليم طائرات المرحلة الثانية حتى سنة 2006. وأعلنت "البريطانية"، في الوقت ذاته، أنها أوصت على 16 طائرة "بوينغ - 777" طويلة المدى 256 راكباً وحمولة شحن تبلغ 16 طناً، واحتفظت بحق خيار شراء 16 طائرة أخرى من الطراز نفسه. وتناهز قيمة صفقة "بوينغ" نحو خمسة بلايين دولار. ومن المنتظر أن يبدأ تسليم الطائرات الست الأولى مطلع السنة 2000، على أن يتوالى تسليم الطائرات العشر الباقية خلال الفترة بين السنة 2000 و2002. وبموجب الصفقة الحالية تكون "البريطانية" ألغت طلباً سابقاً أوصت بموجبه على خمس طائرات "بوينغ 747 - 400"، مؤكدة وسبع طائرات خيار شراء ذات الحمولة القصوى والتي تتسع الواحدة منها ل 400 راكب. وستزود طائرات "ايرباص" محركات "في - 2500" من انتاج "انترناشيونال ايرو انجينز" وهي اتحاد يضم في عداده "رولز رويس" حصتها 30 في المئة و"برات اند ويتني" و"ام. تي. يو" و"جابانيز ايرو انجينز كوروبرينشن". أما طائرات "بوينغ 777" فستزود محركات يُعتقد أنها ستكون من صناعة "رولز رويس" على رغم ان استدراج العروض في هذا الخصوص فتح أمام شركات صناعة المحركات وبينها، بخلاف "رولز رويس" و"جنرال الكتريك" و"برات اند ويتني". ويضم اسطول "البريطانية" 286 طائرة تتكون من سبع طرازات رئيسية من بينها 241 طائرة "بوينغ" تضم في عدادها 78 طائرة "747" و18 طائرة "777". ولم يسبق للشركة أن اشترت طائرات "ايرباص". إلا أنها ورثت عشراً منها لدى شرائها شركة "بريتيش كاليدونيان" عام 1988. وتحتاج الشركة إلى تجديد اسطولها المتقادم من طائرات "بوينغ - 737" 21 طائرة والطرازات الأخرى ذات الجسم المتوسط. وكان الرئيس التنفيذي ل "البريطانية" بوب ايلينغ أعلن مطلع السنة الجارية ان الشركة بحاجة فقط إلى شراء 19 طائرة "ايرباص" قيمتها بليون دولار. إلا أن هذه التقديرات ما لبثت أن ارتفعت إلى 59 طائرة مؤكدة. وقالت ناطقة باسم "البريطانية" ل "الحياة": "إن الطائرات الجديدة تتميز بمعدلات ضوضاء محدودة وأكثر رأفة بالبيئة من الطائرات الحالية الذي سيجري استبدالها لاحقاً". وأشارت إلى أن "البريطانية" تنوي مستقبلاً شراء طائرات ذات سعة كبيرة تبلغ 650 راكباً، على أن يتم اختيارها "عندما تتوافر وبناء على قاعدة الكلفة والفاعلية". وذكر مدير العلاقات العامة في "ايرباص" دايفيد فيلوبيلاي في اتصال هاتفي مع "الحياة" من تولوز أنه واثق من أن "البريطانية" ستمضي قدماً في صفقة الطائرات ال 129 التي أوصت على شرائها في المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن تجميع طائرات "اي - 320" سيتم في تولوز، بينما سيتم تجميع طائرات "اي - 319" و"اي - 321" في المانيا. وبخصوص التمويل والعرض المقدم للناقلة الجوية، قال: "الأمر يتعلق بالخطوط البريطانية وحدها، ولديها خيارات عدة وبوسعها اختيار المناسب". وكانت "البريطانية" طرحت مناقصة في شباط فبراير الماضي لتحديث اسطولها دعت إليها "ايرباص" و"بوينغ"، وطلبت من الشركتين تقديم صيغ جديدة للتمويل بينها صيغة دفع كلفة التشغيل بالساعات. إلا أن مصادر مطلعة في الشركة ذكرت أمس ان الخيار قد يُحسم في نهاية المطاف لصالح الصيغ التقليدية المعتادة. وعلى رغم التصريحات المختلفة التي حاولت تبرير الصفقة التي مالت لصالح "ايرباص". إلا أن المراقبين اعتبروا أن القرار الذي أعلن أمس واتخذ في اجتماع مغلق لمجلس الإدارة في الثامن من الشهر الجاري في لندن، خضع لاعتبارات سياسية أكثر منها تجارية.