بعد سنين رأيتك اليوم من بعيد تسيرين، ومن دون صوت انسابت الى البحر صفحة نهر جليدي، وفي كمبرلاند سقطت سنديانة عجوز لم يكن في غصونها أكثرُ من حفنة من الورق، وعجوز تنثر الذرة لدجاجها رفعت رأسها لبرهة، وفي الطرف الآخر من المجرة نجمة يفوق حجمها حجم شمسنا خمساً وثلاثين مرة انفجرت وتلاشت تاركة بقعة خضراء على شبكية عين الفلكيّ الذي اعتلى قبة قلبي الكبيرة المشرعة وما كان أحد ليحكي له. عيد ميلاد سعيد جلستُ هذا المساءَ بجانب شباك مفتوح وقرأتُ إلى أن ذوى النورُ وأمسى الكتابُ والظلام شيئاً واحداً. ما كان أسهل أن أشعل مصباحاً لكني شئتُ أن أمتطي النهارَ وحده الى الليلِ أن أجلس وحدي أتحسس صفحةَ تستحيل قراءتها بشبح يدي الرمادي الشاحب. انتقاء اريدها أولاً أن تكون جميلة تسير برفق الى حيث يوجد شعري في أشد لحظات العصر وحدة وشعرها المبلول لا يزال بعد الحمام ملتصقاً برقبتها ويكون عليها معطفُ مطر قديم /متسخ لأن نقودها لا تكفي لأجر المغسلة. ستخلع نظارتها وتتصفح قصائدي في المكتبة قبل أن تعيد الكتابَ الى الرفّ وهي تقول لنفسها "بمبلغ كذا أستطيع أن أرسل معطفي إلى المغسلة" وسوف تفعل. ترجمة: أحمد الشافعي