قال وزير الداخلية الجزائري نورالدين زرهوني أن بلاده انتصرت في معركتها ضد الجماعات الإسلامية المسلحة. لكنه رفض رفع حال الطوارئ المعمول بها منذ 1992، بسبب استمرار "التهديد الإرهابي". وشدد زرهوني، الرجل القوي في حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في تصريحات بثتها الإذاعة الجزائرية الثالثة، مساء الإثنين، على ان الجزائر "انتصرت في معركتها ضد الإرهاب، لكن المعركة لم تنته، والدليل العملية الإرهابية التي ارتكبت في بلكور"، في إشارة الى الحادثة التي وقعت أول من أمس في العاصمة والتي قُتل فيها "أمير السرية الحرة" بوتي عبدالكريم المدعو "خالد" وساعده الأيمن أمقران عبدالغني المدعو "أبو نعيم". وأثنى زرهوني على "فضائل" حال الطوارئ، وقال انها مكنت السلطات من "وضع منظومة أمنية تنبني على تنسيق بين مختلف الأسلاك الأمنية والإدارة، وفق تنظيم فعال وغير مركزي، فهل ينبغي التخلي عن هذا التنظيم برفع حال الطوارئ؟". وأكد أن حال الطوارئ "لا تعرقل الحريات". لكنه اعتبر الإجراءات المتخذة في مجال مكافحة الإرهاب في أميركا وبريطانيا وفرنسا "كارثة على الحريات". وفي السياق ذاته، باشرت أجهزة الأمن عمليات تفتيش في أحياء في العاصمة يُعتقد انها تؤوي مسلحين من "السرية الحرة" التي قتل أميرها "خالد" ومساعده "أبو نعيم". وأفادت التحقيقات الأولية أن لهذه السرية "خلايا نائمة" في أحياء عدة مثل القبة وحي الجبل وبلكور. وتحاول أجهزة الأمن حالياً إستغلال المعطيات التي توافرت لديها بعد قتل أمير السرية ومساعده، لتفكيك الخلايا المرتبطة بها في العاصمة. وتُعتبر هذه السرية واحدة من مجموعة من السرايا التي أعاد "أمير المنطقة الثانية" ل"الجماعة السلفية" تشكيلها بهدف إعادة تنشيط الإعتداءات في العاصمة. وكشفت التحريات ان المسدسين اللذين عُثر عليهما مع المسلحين القتيلين، إستخدما في إغتيالات عدة أبرزها ذلك الذي استهدف "الإمام الوسيط" بين أجهزة الأمن و"الجماعة السلفية" المدعو "أبو حفص البليدي" قرب مسجد حي المحمدية في الحراش في آذار مارس. واغتيل بالمسدس ذاته متشدد "تائب" في حي باش جراح مطلع العام.