أعلن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مقتل مسؤوله الشرعي رشيد البليدي الملقب «أبو الحسن»، بمكمن للجيش الجزائري في ولاية تيزي وزو شرق البلاد مساء الجمعة الماضي. وقتل مع البليدي قيادي متشدد آخر، أعلنت الأجهزة أنها تعمل على تحديد هويته. وأوحت معطيات سربتها أجهزة الأمن الجزائرية، بأن البليدي الذي وصفته بالضابط الشرعي للتنظيم، كان موضع ملاحقة دقيقة، باعتباره الوجه الأبرز ل «القاعدة في بلاد المغرب»، نظراً الى ظهوره في تسجيلات تحريضية لمؤسسة «الأندلس» الذراع الإعلامي للتنظيم. وأشار التنظيم في بيان الى أن «البليدي استشهد بعد رحلة طويلة عنوانها التضحية والفداء»، وإنه «كان علماً بارزاً من أعلام الدعوة والجهاد في الجزائر، وبدأ حياته إماماً وخطيباً متطوعاً في مسجد مدينته حلوية في ولاية البليدة». وأورد البيان أن البليدي «بعد التحاقه بركب المجاهدين، كان له فضل على كثيرين، إذ وقف موقف الحق مع فتنة انحراف الجماعة الإسلامية المسلحة عن الطريق». وتعتبر الأجهزة الجزائرية مقتل البليدي صيداً ثميناً، اذ تصفه بالرجل الثاني في الفرع المغاربي ل «القاعدة» بعد قائد التنظيم عبد المالك دروكدال الملقب ب «أبو مصعب عبد الودود». كما أن التحاقه ب «القاعدة» قبل 21 سنة عندما كانت تحمل اسم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، منحه صفة القيادي البارز، كونه ضمن النواة الصلبة للتنظيم منذ تأسيسه. وكان البليدي قاضياً ل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، وله كتب ومؤلفات شرعية، مثل «وجوب الفصام وحتمية الصدام بين الكفر والإسلام»، و «البيان والتبيين لحكم مموّني المرتدين». رافق البلديدي دروكدال الذي يتحدر ايضاً من محافظة البليدة، في الانضواء تحت راية «القاعدة» في آب (أغسطس) 2007، حين أعلن الأخير تغيير اسم تنظيمه من «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وعلى الأثر، أُدرج دروكدال في لائحة مجلس الأمن للإرهاب الى جانب تنظيم «القاعدة» الأم وحركة «طالبان» الافغانية، وذلك ل «مشاركته في تمويل أعمال ونشاطات إرهابية أو دعمها وتسهيلها أو الإعداد لها وارتكابها». ورأت مصادر أمنية أن تواجد البليدي لدى مقتله في منطقة بونعمان في تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، يؤكد تقاسم «القاعدة» النشاط في منطقة القبائل مع تنظيم «جند الخلافة» وهو فرع «داعش» الذي يسيطر على بعض المناطق الحرجية في ولاية بومرداس المحاذية لتيزي وزو. ومعلوم ان دروكدال المحكوم بالإعدام غيابياً، أعلن تحالفه مع «جماعة المرابطون» بقيادة مواطنه الإرهابي مختار بلمختار، كما أن الرجلين رفضا مبايعة «داعش»، ونصحا الجماعات المتشددة في المنطقة بعدم التسرع في هذا الأمر.