أكد مصدر أمني جزائري رفيع المستوى ل «الحياة» أن المفاوضات بين أجهزة الأمن وستة قياديين في الفرع الصحراوي لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يرغبون في تسليم أنفسهم، بلغت أمس «مراحل متقدمة». ورجح استسلامهم خلال ساعات. وتُجرى المفاوضات عبر وسطاء في منطقة قرب الحدود مع مالي، مع ستة قياديين في كتيبة «طارق بن زياد» التي يقودها عبدالحميد أبو زيد وتعتبر الصف الأمامي للفرع الصحراوي ل «القاعدة» المغاربية. وأشار المصدر إلى أن قياديين سابقين في الكتيبة يقضون عقوبة في سجن الحراش في العاصمة «قد يساهمون قريباً في إقناع مسلحين بتطليق السلاح». وشارك في المفاوضات أعيان من قبائل البرابيش المالية وقياديون سابقون في التنظيم المسلح، يرجح أن يكون بينهم عماري صايفي المُكنى «عبدالرزاق البارا» الذي كان قائد المنطقة الصحراوية قبل اعتقاله في عام 2004 ومساعده غريقة نور الدين الذي يقضي عقوبة في سجن الحراش، وهو شقيق قيادي قتل في الهجوم على ثكنة لمغيطي في موريتانيا. ورفض المصدر كشف هوية القياديين الستة، وإن أشار إلى أن بينهم مرضى، مؤكداً «اقتناعهم بضرورة تطليق السلاح». لكنه كشف أن وسطاء قابلوا زعيم المنطقة الصحراوية يحيى جوادي، «لكن فرص إقناعه تبدو أصعب»، بحسب الوسطاء الذين عرضوا عليه إلقاء السلاح. وقال إن «أجهزة الأمن أوقفت أي قنوات للاتصال معه (جوادي) تزامناً مع قتله رهينة بريطانياً كان لدى التنظيم في مالي». ولم يستبعد المصدر نقل «البارا» ومساعده نور الدين وعلالو احميدة الذي خرج من السجن أخيراً، وهو أحد القريبين من مؤسس التنظيم حسان حطاب و «البارا»، «للتفاوض مباشرة مع عناصر في الصحراء». وأكد محامون ل «الحياة» أن مسعى نور الدين إلى إقناع مسلحين بإلقاء السلاح «لقي استحساناً واسعاً في أوساط مساجين آخرين أعلنوا رغبتهم في إحياء وساطات مع مسلحين نشطوا إلى جانبهم سابقاً». ويعتمد مسعى أجهزة الأمن إلى ضم أكبر عدد ممكن من مسلحي الصحراء إلى مسار «المصالحة الوطنية»، على قبول قادة «إمارة الصحراء» مبدأ الاتصال مع أجهزة الأمن كما حدث خلال أزمات خطف الرهائن، وقبول جوادي فكرة تلقي رسائل من زملائه المسجونين في الجزائر طلبت الإفراج عن رهائن غربيين. ويقوم قياديون سابقون في التنظيم بتحركات في هذا الإطار في الشمال والجنوب. ويعمل حسان حطاب، وهو مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت إلى الفرع المغاربي ل «القاعدة»، على إقناع مسلحين في منطقة الوسط، بينما يتولى «البارا» وساطات في الجنوب، ويتحرك «أمراء» سابقون في ولايتي باتنة وسكيكدة الشرقيتين. وكانت «إمارة الصحراء» التابعة ل «القاعدة» طلبت هدنة مدتها شهران للإفراج عن الرهينتين، وهما سويسري وبريطاني، قبل أن تفرج عن الأول وتقتل الثاني. وفشل آنذاك أول نداءات «عبدالرزاق البارا» بعدما رفض جوادي عرضاً منه يطالبه فيه بالالتحاق بمسعى المصالحة، والاستفادة من وضع خاص.